.. لأول مـرة يستطيـع القارىء أن يطالـع نماذج من شعر الموسوسين من الشعراء الأوائل، فقد أصدرت (المجلة العربية ــ كتاب المجلة 198) بعنوان: (شعـر الموسوسين في العصـر العباسي). وهو من وضع الدكتور عبد المجيد الأسداوي وقد جاء في مقدمته : موضوع هذا البحث هو (شعر الموسوسين في العصر العباسي .. دراسة نصية وصفية تحليلية) تدلف إلى النصوص الشعرية، موضع الدرس مباشرة، تستنطقها، وتحاول ترويضها، واسترفاد معالم فنيتها، من خلال التواصل مع عطاءاتها الممتدة، عبر الزمان والمكان، دون التعريج، إلا نادرا، على المرويات، والأخبار التاريخية، وما يتصل بها، مما نقلته المصادر والمراجع المعنية في تاريخها، وكشفها النقاب عن جوانب من حيوات هؤلاء الشعراء وإشاراتها إلى أشعارهم، وبعض قضاياها وخصائصها الفنية. ويسلك الباحث، في هذا البحث قواعد (المنهج الوصفي التحليلي) الذي يدرس الظاهرة الأدبية من نواحيها المختلفة، مع الاستفادة ما أمكن، من بعض نتائج (المنهج النفسي) الذي يربط بين الأديب من جهة، وبين حاجاته، ودوافعه، وسلوكه، من جهة أخرى .. وقد دفعتني طبيعة البحث إلى تقسيمه لقسمين رئيسين متكاملين، أولهما : يعنى بدراسة مضامين شعر هؤلاء الشعراء، والآخر يختص بدراسة تشكيله الجمالي. وقد صدرت القسم الأول، من هذين القسمين بوقفة مـتأنية مع (الوسوسة)، وأخرى مع الشعراء الموسوسين في العصر العباسي، وحاولت في الأول استيضاح معالم الطريق للبحث، بسبر أغوار معنى (الوسوسة) في اللغة، والاصطلاح، من خلال استقـراء ما تيسر لي من المصادر والمراجع المعنية القديمة والمعاصرة . تحية للمجلة العربية وتقديرا للدكتور عبد المجيد الأسداوي على ما قدم للقارىء . آيــة : (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس). وحديـث : «دع ما يريـبك إلى ما لا يريـبك ».. شعر نابض : يا من يـرى ما في الضمير ويسمع يا مـن إلـيه المشتكى والمرجـع.