أصبح من المحزن جداً أن يلجأ المتضرر المؤتَمن على إدارة منشأةٍ رياضيةٍ إلى الظهور الإعلامي لتقديم شكواه، وإظهار الحقيقة للناس..!! ليتبادر إلى ذهن المتابع الرياضي أهم سؤالٍ، وأخطر سؤالٍ. أين كان السيد المسؤول قبل أن يظهر هذا الرئيس المتظلم لعرض بعض الحقائق التي كانت سبباً مباشراً في إعاقة العمل في تلك المنشأة الرياضية أمام الملأ؟ إذ لا يمكن قبول أي تبريرٍ، طالما أن هذا المتضرر في عمله يملك إثباتاً يفيد أنه وصل بكل ما يملك من ثبوتيات إلى الجهات الرسمية ذات العلاقة المباشرة والتي تقع ضمن مسؤولياتها، لكنه لم يجد التجاوب المناسب والمقبول فيما أراد إيصاله لهم!، علما أنه مهما كانت دوافع الظهور والرغبة في إيصال صوته يجب أن يقوم المسؤول بواجباته تجاه ما تقدم به، والتحقق مما وصل له من حقائق ووقائع ومستنداتٍ رسميةٍ، لكن التجاهل وعدم إعطاء الأمر حقه من الاهتمام سُيدخله في عدة شبهاتٍ، منها التقصير في أداء واجباته المنوطة به، وقد تصل أحيانا إلى اتهامه بالفساد. إن الكلام النظري الذي يسوده التنظير الإنشائي الصرف لا يعني للمتلقي أي شيءٍ، فالناس الآن أصبحت تنظر بكثيرٍ من الحكمة، وعقولهم موجهةٌ نحو الحقائق والوقائع، ولم يعد يعني لهم الخوض خارج إطار موضوع النقاش، هدفهم الحقيقة وهذا ما يجعل المسؤول اليوم أمام واقعٍ مختلفٍ، إما أن يكون على قدر المسؤولية ويعالج ما يظهر من إشكالياتٍ، أو يعلن الانسحاب وترك الموقع لغيره، وهو في كلا الحالتين قدم خدمةً لدينه ووطنه، وكان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين. فرئيس الوحدة المستقيل حازم اللحياني يظهر عبر وسائل الإعلام المختلفة ليقول للرياضيين عامةً والوحدويين خاصةً هناك فسادٌ..!! وقد أمضى قرابة سبع أشهرٍ وهو يخاطب الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن بعض التجاوزات، إلا أن الحال ظل كما هو لم يتحرك المسؤول لوضع حدٍّ لتلك التجاوزات التي وصفها بالفساد والتحقيق فيما قدَّمه من إثباتاتٍ!!، ولا نفهم ما المبررات التي من المفترض أن يقدمها هذا المسؤول للرياضيين حتى يقنع من خلالها الشارع الرياضي بشكلٍ عامٍّ والوحدوي بشكلٍ خاصٍّ عن أسباب تأخره في اتخاذ الإجراءات اللازمة!. إن نادي الوحدة من أهم وأعرق الأندية في السعودية على كافة المستويات، لما يحمل من مميزاتٍ عديدةٍ، فمن الظلم أن يترك بهذه الوضعية، ويتحكم في مقدراته مجموعة منتفعين تربصوا بهذا الكيان منذ زمنٍ طويلٍ، وأخذوا على عاتقهم أن يبقى في دائرة المشاكل والتخبّط، تبتعد عنه بفعل فاعلٍ كل الأيادي التي تسعى لإنقاذه وتغيير حاله. فما سمعته من رئيس الوحدة المكلف حازم اللحياني يضع أمام المسؤولين في رعاية الشباب الكثير من التساؤلات، من أهمها: مَن المستفيد من بقاء الوحدة على هذا الحال؟، فالنادي ينهار، وقد يدخل في مآزق كثيرةٍ تجعل من عودته مستقبلاً مستحيلةً. فرئيس الوحدة لم يظهر عبر الإعلام ليكشف حقيقة بعض الأشخاص، الذين ساهموا مع سبق الإصرار والترصد في ضياع هذا النادي العريق، دون أن يكون لديه من الحقائق والقرائن ما يجعل موقفه قوياً أمام الرأي العام، علماً أن العقل والمنطق يقضيان بأن تتحرك رعاية الشباب، وتشكل لجنةً عاجلةً للتحقق مما ذكره رئيس الوحدة في البيان الصادر عن النادي، والذي نشر في كل الصحف، ومدى حقيقة تلك الاتهامات التي تشير لوجود فسادٍ، وهي اتهاماتٌ خطيرةٌ لا تليق برياضة وطن. كلنا في الوسط الرياضي لدينا ثقةٌ في كل منسوبي رعاية الشباب، وعلى رأسهم رئيسها الأمير عبد الله بن مساعد لحل هذا الأمر وإظهار الحقيقة، ومحاسبة كل مَن كان يقف خلف الإضرار بنادي الوحدة، ليبقى العمل بالشكل السليم هو المطلب الحقيقي، من أجل أن تحقق الأندية كل أهدافها ومشاريعها التي تعود على الشباب السعودي بالخير والفائدة.