دخل ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين مجدداً حالاً من الترقب بعدما أخفق تحرك «هيئة العلماء المسلمين» في حصولها على تفويض رسمي من الحكومة لاستئناف وساطتها مجدداً بين الدولة اللبنانية وبين خاطفي العسكريين من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش». وعلمت «الحياة» ان رئيس الهيئة الشيخ سالم الرافعي تلقى اتصالا هاتفياً اول من امس، من القيادي في «جبهة النصرة» ابو علي الشيشاني قبيل الاعلان عن قرار القضاء اللبناني باطلاق زوجته علا العقيلي، وطلب الرافعي منه التعهد بعدم قتل اي من العسكريين او التهديد بذلك «كي نسعى بجدية الى اطلاق العقيلي». ولخّصت «هيئة العلماء» في بيان نتائج تحركها من أجل «تفعيل مبادرة الكرامة والسلامة» شاكرة الجهات التي رحبت بهذه المبادرة والتي «أُطلقت بمباركة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان». وأكّدت أن «الأولوية القصوى للعاملين الإنساني والأخلاقي في مساعيها الرامية إلى معالجة الملفات وحل النزاعات بعيداً عن الانتماءات الدينية أو السياسية للأطراف المعنية كما تجلّى سابقاً في مبادرتي أعزاز ومعلولا». وجددت مناشدتها الجهات الخاطفة «تحييد لغة القتل أو حتى التهديد به حرصاً على كرامة الأهل وسلامة الحل»، مدينة في الوقت نفسه «عملية استخدام النساء والأطفال ورقة ابتزاز في هذا الملف المعقّد والحسّاس». ودعت الجهات المعنية بحقوق المرأة والطفل إلى القيام بمسؤولياتها. وحذرت الهيئة «من عسكرة أو تسييس أو تدويل هذا الملف لما له من آثار كارثية على الاستقرار والسلم الأهلي». ودعت الجهات السياسية التي تختلف معها إلى «تحييد مبادرة الكرامة والسلامة عن مرمى نيرانها السياسية والإعلامية». ودانت «العقابات الجماعية التي تُنزل بأهالي عرسال في ظل صمت رسمي معيب ومريب». وذكرت الهيئة المسؤولين بـ«معاناة الموقوفين في السجون من تعذيب وإهانات ومماطلة في عملية التحقيق وإطلاق السراح». وطالبتهم بحلول عاجلة وعادلة ومحاسبة المسؤولين عن التقصير والتأخير». وأكدت أنها ستستكمل مساعيها لمعالجة عاجلة وفاعلة لهذا الملف بالتعاون مع الرئيس سلام وسائر المعنيين. وأوضحت مصادر الهيئة لـ«الحياة» أن «ما يهمنا أن تنتهي مأساة العسكريين ومأساة أهاليهم ومن بيده الحل ليقم بما يلزم، لكننا ننبه إلى ضرورة عدم ربطه بالنزاع الإقليمي كما يحصل من بعض من في الدولة ولا سيما الدعوات إلى التنسيق مع النظام السوري والجيش السوري، وفي المقابل فإن الخاطفين تمادوا في خطف البلد بعدما باتوا يتحكمون بتصرف أهالي العسكريين». وتنوي الهيئة من خلال وساطتها في حال سُمح بها حض الخاطفين على مبادرة لتسليم جثث العسكريين الذين قتلوا وإطلاق أحد العسكريين الأحياء. وافادت مصادر مطلعة «الحياة» أن زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي أصبح المسؤول المباشر عن ملف العسكريين لدى هذا التنظيم وليس أبو عبدالسلام السوري، وذلك بعد توقيف طليقته سجى الدليمي، في حين أن ملف العسكريين لدى «النصرة» عاد إلى يد ابو مالك التلة وكان ينوب عنه أحد مسؤولي الجبهة «أبو صهيب». وجدد أمس، وزير العدل أشرف ريفي إدانة «جريمة خطف عسكريينا الأبطال»، لكنه نبه إلى «استمرار مظاهر الأمن الذاتي التي تمارس بذرائع متعددة، في انتهاك سلطة الدولة والمؤسسات، ودعا إلى «وقف الممارسات التي تتعرض لها بلدة عرسال، من حصار ناتج من قطع الطرق، وإطلاق النار على السيارات، ونصب حواجز تدقق في هويات المارة، وتمارس الخطف». وحذر من أن «هذه الممارسات تنذر بزيادة الاحتقان».