قال عبدالرافع درويش الخبير الاستراتيجي: إن قيام الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية بنشر مذكراته في الوقت الحالي الذي تمر به البلاد، أمر بمنتهى الخطورة، ويمس الأمن القومي وغير مقبول بالنسبة للقوات المسلحة. وأشار درويش في تصريحات له أمس "الأحد" الى أن تلك التصريحات التي تمس الأمن من المفترض أنها تؤدي إلى المساءلة والمحاكمة حتى لو كان رئيس الجمهورية، حيث ان كل ما يتم بالقيادة العامة للقوات المسلحة يعد من الأسرار العسكرية التي يجب أن تعامل معاملة سرية للغاية، ولا يفرج عنها إلا بعد انتهاء فترة صلاحياتها التي تحددها القوات المسلحة، لافتًا إلى أنه لم يسمح لأحد بالتحدث عن حرب 73 إلا بعد 35 سنة من الحرب، بعد أن سمحت بذلك القوات المسلحة، بعد أن أصبحت معلومات لا تمس الأمن القومي لمصر. الجدير بالذكر أن المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي حذر وسائل الإعلام المختلفة من تناول معلومات وبيانات على أنها مذكرات شخصية لبعض المسؤولين العسكريين السابقين، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومي للبلاد في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية، مشددًا على الأهمية البالغة، وتوخي الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات، خاصة أن جميع الدول تحرص على حذر النشر للموضوعات التي قد تمس أمنها القومي، وتحدد فترات زمنية مناسبة وقوانين منظمة لذلك تعرض مخالفيها للمساءلة القانونية. فيما أكد الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن صدور المذكرات في هذا التوقيت، محاولة من "عنان" لتقديم نفسه كبطل موازٍ للفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، والظهور أنه حامي الثورة ويبرئ نفسه من أية إخفاقات سياسية، مشيرًا إلى أن الجيش لم يقمع ثورة يناير كما أكد "عنان" مشددًا على أن ما جرى لم يكن انقلابًا، وأن الثورة انضم لها الجيش لأنه لم يكن هناك حل آخر، فضلًا عن أنه يوافق عقيدة الجيش ووطنيته. وكان الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج العاشرة مساء حصل على مذكرات الفريق أول سامي عنان، والتي تضمنت اقتراح عنان على المشير طنطاوي وزير الدفاع في ذلك الوقت بالقيام بانقلاب عسكري ناعم أثناء أحداث ثورة 25 يناير، يوازن بين الحفاظ على هيبة الرئاسة وتحقيق مطالب الشعب، ويعقب هذا الانقلاب الناعم تشكيل مجلس رئاسي يقوده المشير طنطاوي. وأضاف الإبراشي أن عنان ذكر في مذكراته أن الانقلاب الناعم هو أن تتوجه مجموعات من الصاعقة والمظلات والشرطة العسكرية للمرور على قوات من ميدان التحرير وماسبيرو ويتم إعلان الانقلاب الناعم وتشكيل المجلس الرئاسي، وأضاف عنان "سألني المشير.. حد سمع الكلام ده غيرك، أوسمعه منك؟.. طب بلاش الكلام ده"، وأثارت تلك المذكرات ردود فعل متباينة لدى مختلف القوى السياسية والثورية، فيما اعتبرها البعض محاولة لتحسين صورته ولا يحق له نشرها، وصفها آخرون بالتدليس، وقال طرف ثالث إنها تاريخية. المزيد من الصور :