طائرات بالريموت كونترول، سيارات بالريموت كونترول، قوارب الريموت كونترول، تلفزيون، راديو، والكثير والكثير. تعمل معظم أجهزة التحكم عن بعد (الريموت كونترول) عن طريق إصدار أشعة في نطاق الأشعة تحت الحمراء وهي أشعة غير مرئية. تخيلوا مدير بالريموت كونترول هل هذا يصدق، Manager Remote Control. وما هي العلاقة بين الجماد والإنسان ؟ ليس هناك علاقة، العلاقة بينهما رمزية. الواسطة عصا سحرية، الواسطة، الوصفة السحرية التي تغير الأحوال والقوانين والأنظمة بسرعة البرق. على العموم الواسطة هي المساعدة في تحقيق رغبة الشخص من قبل أحد أقاربه أو معارفه أو منطقته أو قبيلته في إنهاء معاملة، أو التوظيف، أو القفز على الأنظمة وتفسيرها حسب الرغبة. لنْ أكتب عن الواسطة من ناحية شرعية فهي ليست مجالي، لكنني سوف أكتب عنها من ناحية اجتماعية ونفسية ومدى تأثيرها في بناء الأجيال، كذلك نظرة المجتمع لمن توظّف بواسطة. هناك مدراء وصلوا إلى مناصب بالواسطة، وهناك من عُيّن مدير بالواسطة. هذا المدير سوف يتحكم به الآخرين بالريموت كونترول. لماذا ؟ السبب بسيط ضعف الشخصية، قلة الخبرة، عدم تعاون موظفيه معه، نظرة الآخرين له. فهو مدير فاشل ولا يريد أن يدخل في مشادات وحوار وجدال مع موظفيه. وفشله يكمن في أنه لا يقدر الأفراد العاملين معه ويحبطهم، ينكر توجيهاته السابقة إذا ترتب عليها ضرر، يحرص على أن يُثبت أنه على حق، ومن خالفه على باطل وخطأ، يسرق أفكار موظفيه وينسبها إلى نفسه، يطالب الموظفين بإجادة العمل. الموظفين ذو الخبرة والدراية سوف يمتنعون من التعامل معه لكنه سوف يتقرّب منهم ويصعد السلم على أكتافهم. لسنا بحاجة إلى موظفي الواسطة خصوصا حين يكونون غير أكفاء، فغالبتهم ليست لديهم الخبرة والمعرفة. استمرار الواسطة وترك أصحاب الشهادات والخبرة سوف يؤدي حتما إلى ضعف الإنتاجية، وضعف الأداء. كم إنسان باحث عن العمل يغرق في بحر الوساطات وفيتامين (واو). مُدراء بالريموت كونترول لستُ أدري ما هي مشاعرهم حين يصطدمون بواقع العمل ونظرة الآخرين لهم. وليس لدي شك إنهم سوف يعملون تحت مظلّة مرؤوسيهم أصحاب الخبرة. وفي المقابل هناك من هم أصحاب خبرة لكنهم تخطوا الصفوف وأصبحوا في الصف الأول. مدير بالريموت كونترول سوف يدخل في جدال وحرب غير معلنة مع الموظفين الذين يتفوقون عليه من حيث تفانيهم وشخصيتهم القوية (الكاريزماتية) وهو لا يعي أن هؤلاء نعمة وليسوا نقمة، ولا يدرك أن محاولة إضعافهم أو تهميشهم هي في نهاية المطاف زيادة في ضعفه وتخلف إدارته. وهل هذا يعنيه بشيء ؟ هل لدينا إحصائية بعدد الموظفين الذين يعملون بالواسطة؟ أقتبس: (أكدت دراسة نشرتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) أن الدراسة التي أجريت العام الماضي توصلت إلى أن 92.1 في المئة من السعوديين يرون أن مظاهر الفساد في المملكة تتمثل في « الواسطة». هل الواسطة ومدراء كونترول وجهان لعملة واحدة، أم على النقيض؟ ولماذا نقلل من موظف الواسطة أليس كفئا لكنه لم يجد الفرصة المناسبة. ربما مُدراء بالريموت كونترول لا يقعون تحت مظلة الواسطة ولهم عالم آخر. أخيراً الواسطة جزء من ثقافة المجتمع في كل مكان وفي كل زمان والتعايش معه أهون أم محاربته أهون. ومُدراء بالريموت كونترول دليل الضعف والخبرة وحب الذات وهمهم وغايتهم اللهم نفسي.