×
محافظة مكة المكرمة

اعتذار معنف أبنائه الـ9.. ودار الحماية تتسلم البنات الـ3

صورة الخبر

قبل عدة سنوات كنا نتفاخر بوجود سبع جامعات كنا نعتبرها رقميا إنجازا بل ونتباهى بذلك مع كل مناسبة وخاصة احتفاليتنا بيوم الوحدة الوطنية.. مع ملاحظة ان تلك الاحتفالية لم تكن الا مجموعة من المقالات والتقارير الاعلامية وكم هائل من الاعلانات في صحفنا الورقية ومثلها مواد اعلامية وثائقية مكررة كل عام مع بعض اللقاءات النمطية في التلفاز والاذاعة.. مع مرور الوقت زاد عدد الجامعات واختلفت احتفاليتنا باليوم الوطني لتكون ذات بعد اجتماعي احتفالي فبات الكثير من شبابنا وفتياتنا يعرفون تاريخ هذا اليوم ويعني لهم شيئا جميلا.. وإن لم يكن وعيا ناضجا في كل تفاصيله ولكنه شكّل علاقة متنامية مع وطن يستحق الكثير والكثير من ابنائه.. فقد تغير رقم الجامعات السبع وبات يفوق الثلاثين جامعة في ارجاء الوطن مع بعض الجامعات والكليات الاهلية..ولكن هل مقابل ذلك تغير ما تقوم به الجامعات تجاه وطننا وخاصة شبابه ام بقيت جامعاتنا بنفس الخمول والكسل في دورها المجتمعي..؟ ربما ينطبق عليها ما قاله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن علمائنا حين قال عنهم فيهم صمت وكسل.. غير مبرر! فأيضا جامعاتنا نحتاج منها حراكا اكبر في دورها المجتمعي تجاه الجميع شبابا وكبارا نساء ورجالا. الحاجة تلك لها الكثير من المسببات مثل سرعة التغير الاجتماعي والثقافي.. ايضا بروز مشكلة التطرف الفكري والتشدد الديني ما افرز مشكلة خطيرة وهي الارهاب نتيجة اختطاف شبابنا من الجنسين..ايضا غياب مؤسسات المجتمع المدني وضعف اداء الموجود منها وبروز ظاهرة التعصب والعنصرية بكافة انواعها الاجتماعية والدينية والرياضية.. وغير ذلك من مسببات حتمية لتفعيل الدور المجتمعي للجامعات السعودية في كافة المحافظات. الغريب ان بعض جامعاتنا تقوم بعمل ندوات كبرى ومؤتمرات وتبقى نتائج تلك الفعاليات محصورة في صدى محدود داخل المكان وتنتهي بمجرد ان يحمل المشاركون اوراقهم او اجهزتهم الالكترونية عائدين لمنازلهم او مواقع اعمالهم بعد ان اضافت تلك المشاركة لسيرتهم الذاتية بندا اخر.. قد لا يسمن ولا يغني من جوع في قطاع او آخر.. لم نر محاولة عملية من جامعاتنا للارتقاء بدورها في خدمة المجتمع في صميم احتياجه الفعلي، لم نر مراكز للتوعية او الاستشارات الاسرية او مشاركة في تغير الفكر المتطرف بين الشباب عبر برامج مقننة ومشتركة بين الجامعات في مبادرات تواجه هذا الاختراق لعقول ابنائنا وبناتنا بل للاسف بعض الجامعات مازالت مرتعا خصبا لبعض حملة الفكر المتطرف وارضا خصبة لهم.. لم نر من جامعاتنا اي مبادرة لبرنامج للامن الفكري وتعميق الانتماء الوطني.. لم تشارك الجامعات في مواجهة اي عمل ارهابي ولعل غيابها عن تجريم العمل الارهابي الذي تم في الدالوة يؤكد انها خارج دورها الوطني المجتمعي.. وانها مكتفية بالعملية التعليمية فقط مع بعض الجهود في البحث العلمي والذي عليه الكثير من علامات الاستفهام..؟ ما يعنيني هنا هو تفعيل الدور المجتمعي لهذه المؤسسات ليساعد على تعويض غياب مؤسسات المجتمع المدني وبشكل يعزز دور المؤسسات الحكومية للقيام بدورها او مواجهة اي ظاهرة سلبية تهدد امننا بكل ماتعنية هذه الكلمة من معنى وشمولية.. حين نجد جامعاتنا ترصد الملايين لابحاث مدعومة لا نجد فيها دراسة يمكن الاستفادة من نتائجها لمواجهة الارهاب او مشكلة الثروة المائية وسوء استغلالها وخطورة نضوبها..؟ مشكلة المخدرات مازالت جامعاتنا تتعامل معها بنفس النمطية حيث تشكيل لجنة في كل جامعة ثم محاضرات ومنشورات ليتم بعد ذلك رفع تقرير عن المنجز للجهات المختصة ولا شيء اخر..المرحلة التي نمر بها تعتبر نوعية وتاريخية وتتطلب مبادرات من جامعاتنا لخلق مشاركة وطنية غير نمطية مشاركة تضيف لاسهامات الجامعات في مواجهة الظواهر السلبية بل نحتاج لخطوات استباقية بدراسات استشرافية تستبق حدوث المشكلة بعمل وقائي. لمراسلة الكاتب: halmanee@alriyadh.net