ارتكبنا في السنين الماضية جريرة ذات عواقب خطيرة في حقّ أطفالنا، إذ أوكلنا نتيجة لانشغال الأم في عملها أمور تربيتهم إلى عاملات أجنبيات متخلفات ولا يفقهن شيئا في التعامل مع الطفل، هذا إذا لم ينتج عن التعامل معه تروما أو صدمات لا يشعر بها في حينه، ولكنها ترسب في وعيه أو نفسه طيلة حياته، وتظهر بأشكال مختلفة في سلوكه وهو ما نتعارف عليه بالأمراض أو العقد النفسية، وهي بعامة يصعب علاجها أو قد يستحيل، هذا عدا حوادث العنف والتعذيب التي يتعرض لها الأطفال على أيدي العاملات الأجنبيات والتي قرأنا عنها الكثير، والتي أفضت إلى عدم استقدام عاملات من بعض الدول، ثمّ إنّ الأم العاملة تتكلف الكثير وتتنازل عن مبلغ قد يصل إلى ألفي ريال أجرا شهريا للعاملة.. ولا أدري لماذا يُعرقل إنشاء حضانات للأطفال مع أنه لم تفتر المطالبة به، ولكن أخيرا ووفقا لصحيفة عكاظ العدد الصادر بتاريخ سبتمبر الجاري، كشف لها مسؤول في وزارة العمل عن أنه تمّ تشكيل لجنة من عدة وزارات لإنشاء حضانات متطورة للأطفال في أحياء مناطق المملكة لرعاية الأطفال الذين تعمل أمهاتهم بدلا من تركهم في المنازل لدى الخادمات، وفي شأن متصل سمحت وزارة التربية والتعليم بفتح حضانات بالمدارس الأهلية للبنات، وستكون رسوم الحضانة مبلغا لا يتجاوز ستة آلاف ريال سنويا، وهو أقل بالطبع مما تدفعه الأم العاملة حاليا للخادمة، على أنّ المهم أن تكون العاملات في الحضانات سعوديات مؤهللت لذلك التأهيل اللازم، وإلاّ سيكون ضررها أكثر من نفعها، فهل يحدث ذلك؟