مسيرة الانسان في الحياة محفوفة بالاخطاء والخروج في بعض الاحيان عن طريق الاستقامة وهذه حكمة الله العفو الغفور عن عباده ونحن نقع في الأخطاء رغم إدراكنا لما يترتب عليها. فهل هذا عناد وتماد أم السهو وطبيعة الإنسان في النسيان. نستلهم العبر ونراها بالعين المجردة ماثلة أمامنا وما نلبث حتى نعود إلى النسيان مرة أخرى ونجعله شماعة عندما نفيق على صحوة الضمير وإن كان غير موجود فالمصيبة أعظم. من لم تفده عبر أيامه كان العمى أولى به من الهدى والعاقل من يستفيد من الاخطاء وتجارب الحياة ويعود الى الطريق السوي بعيدا عن الغرور عن توفر النعم والحياة الطيبة فقد تكون اختبارا لمقياس الشكر لله على النعمة لاتحسب أن الله قطوع يخليك ولاتفرح أن الله على الخلق بداك والتمسك بحبل الله مهما تكالبت الظروف وطال الصبر عليها وفي ذلك اختبار لمدى التحمل والصبر ويجب في مثل هذه اللحظات ألا نطلق العنان للنفس والأفكار اليائسة لتجمع في اتجاهات متعددة تتخبط في مستنقعات الأفكار الشيطانية ليستقر بها الوضع في حالة من الانهيار المبني على اليأس والتشاؤم. وعلى الجانب الآخر من ضفة نهر الحياة تجد من تأخذه العزة والأنفة بأن ماهو فيه من جاه وعز ومقام رفيع من بنات أفكاره ليدخل في دوامة من الغرور المردوف بالفرح الأهوج البعيد كل البعد عن الشعور بفضل الخالق وما تلبث مثل هذه الحال حتى تنقلب الأمور فيها رأساً على عقب وهناك من تأخذه زهوة العمر وريحانة الشباب فيزداد تمسكه بالحياة حتى يلوح أول برق من شيبة في ليالي شعر الوجه. كم هي إغماءه عميقة أفاقت على لحظات غروب قد تكون متفائلة وقد تكون يائسة. ندم شديد وحسرة وإحساس بوحشة الزمان والمكان. ضجيج وإناس حول المكان لا يؤنس وحشة هذه الفترة من العمر سوى كلمات يتوسطها لفظ الجلالة ويطغى الزمن ليعلن وبكل عناد استمراريته أمام مايراه ذلك المنتهى من توقف لكل المجريات. يقول الشاعر مناحي بن فالح السبيعي: شبنا وشابت من الدنيا شواربنا والعمر في نقص والأيام تزدادي واللي فعلنا عليه الله محاسبنا يا الله سترك ليا جاء يوم الاشهادي