بعد نهاية كأس الخليج التي استضافتها المملكة العربية السعودية وجب مراجعة ما قدمناه في هذه البطولة سواء من ناحية التنظيم او الجوانب الفنية او الجوانب الإعلامية. ولتكن دروس مستفادة للقادم من البطولات في كيفية التنظيم وابراز الحدث ولا ننسى جانب المنافسة وتحقيق البطولات التي نحظى باستضافتها. ولاشك ان السعودية بكوادرها الفنية والادارية والإعلامية قادرة على تنظيم أكبر المحافل الرياضية سواء كانت كأس آسيا او كأس العالم. على الجانب التسويقي هناك العديد من الجوانب التي لم تكن بالشكل المطلوب وعلى صعيد الحضور الجماهيري كان هناك خلل واضح له العديد من الأسباب. بداية كان يجب اختيار مكان إقامة البطولة بعناية مع مراعاة كافة الظروف فقد كانت جدة خياراً مميزاً خاصة لشغف الجمهور بمتابعة مباريات كرة القدم في الملعب. وفي المنطقة الشرقية كان خيار آخر كونها قريبة من دول الخليج وبالتالي سهولة حضور الجماهير. وحتى اختيار الرياض كان مناسبا نظرا للبنى التحتية الضخمة وستكون الرياض بعد انتهاء مشاريع توسعة الطرق وشبكات الأنفاق جاهزة لكافة المنافسات الرياضية. لكن تنظيم اللجان وتجييش المتطوعين ليكونوا رصيدا لاي تظاهرة رياضية والتركيز على جانبي العلاقات العامة ونشر ثقافة التطوع في تلك الأعمال وجلب الشركات المعلنة لتقوم بدروها في انجاح البطولة مع العائد الإعلاني لها جراء شغف المتابعة لمنافسات البطولة هي الفائدة الحقيقة من تلك التجمعات لنكن مستعدين دائماً لتنظيم مثل تلك التظاهرات الرياضية. جوانب أخرى يجب مراجعتها ومن أهم رسم الخطط الاولية للحملات الترويجية للبطولة وجذب الجمهور لها وتركيز الإعلام عليها وهذه النقطة تتطلب مشاركة الجهات الإعلامية كرعاة للفعاليات المصاحبة والنجاح في استقطاب الإعلام سينعكس على نجاح البطولة. الكثير من الدروس يمكن استخلاصها وتلافي سلبياتها مستقبلاً لنكن مستعدين وقادرين على إنجاح أي بطولة نستضيفها مستقبلاً بل ونكن أكثر الدول جاهزية للاستضافة حتى لو منحنا هذا الشرف بشكل استثنائي في حالات اعتذار المنظم الأساسي. لقد وهن الساعد التنظيمي لدينا بسبب غياب البطولات المجمعة التي كانت تسضيفها الأندية وتنجح فيها ولو استمرت تلك البطولات لوجدت فرق جاهزة وذات خبرة في تنظيم الفعاليات ومراقبة الحشود بل والتميز في اظهار الحدث وجلب الجمهور للمدرجات وبالتالي جلب الشركات المعلنة والاستفادة الكاملة من الاستضافة مع نجاح التنظيم. اما على صعيد المنافسة والجانب الفني وخسارة اللقب فهذا الشغل الشاغل لمعظم الرياضيين ولا شك أن الخطوات المقبلة ستركز على هذا الهم لعلنا نعود لواجهة المنافسة الشرسة من جديد.