• «الرأي» الهادف والبناء، يبقى منشودا ومحمودا أيضا، حتى وإن افتقر صاحبه للتأهيل العلمي «المتخصص»، في نفس طبيعة العمل الذي أبدى رأيه فيه، بل أيضا لو أضيف إلى جانب هذا الافتقار المتمثل في عدم التخصص، عدم توفر أدنى رصيد من التجربة والممارسة لدى صاحب «الرأي» للعمل أو الدور المعني برأيه، ولو عن طريق الهواية، كل هذا وسواه من «الافتقار»، لا يمكن أن يقلل من أهمية وقيمة «الرأي» متى كان هادفا وبناء. •• أما من يحدد توفر هذين المعيارين «هادف وبناء» أو صواب الرأي من عدمه فلا بد أن يكون من ذوي الاختصاص والتخصص في المجال بشكل عام، وطبيعة العمل الذي تناوله «الرأي» بشكل خاص. •• المتخصصون وذوو الخبرة في أي مجال، كالمجال الرياضي الذي يعنينا هنا، وخاصة في الجوانب التي تعتمد على الاختصاص والتخصص، كالجانب التدريبي على سبيل المثال «المدربون.. خططهم.. تشكيلاتهم..إلخ» هم فقط من يشفع لهم تخصصهم واختصاصهم وخبرتهم في هذا المجال عامة. والجانب التدريبي خاصة، الخوض والتحليل والتقييم لعمل ومستوى هذا أو ذاك من المدربين، وهم فقط من يشفع لهم تخصصهم واختصاصهم وخبرتهم بحمل صفة «نقاد»، فصفة «ناقد» في أي مجال، لها معاييرها وضوابطها العلمية والعملية، حسب كل تخصص من الاختصاصات التي يشملها هذا المجال أو ذاك. ومن بينها المجال الرياضي. •• عملك في الإعلام الرياضي أو سواه لعشرات السنين، حتى لو كنت من خريجي قسم الإعلام، لا يجعل منك صاحب رؤية نقدية متخصصة، لأي عمل يعتمد على الاختصاص والتخصص، ما لم تكن من المتخصصين في علمه وعلومه ومدارسه. •• رموز ورواد إعلامنا الرياضي الأول، وهم «المغسولون»في بحور الإعلام ومعارفه من رؤوسهم لأخمص أقدامهم، ومنهم أعلام إعلامنا اليوم، لم يسمحوا لأنفسهم بحمل صفة «نقاد»، برغم اكتنازهم لأجود أدواته وأساليبه، إلا أنهم أكثر وعيا وتفهما واحتراما لمعايير هذا التوصيف!! •• أما في وقتنا الراهن، فقد جاء من بين «إسهامات» بعض القنوات والبرامج الرياضية، «منح» صفة ناقد لكل من يملأ منابرها من الإعلاميين، فكان من حصاد هذا المنح، ما يموج به إعلامنا الرياضي اليوم من قدح و«ردح» وتجريح وإسقاطات وتنظير وتجاوزات، وتمادي هؤلاء في الخوض و«الإفتاء» في كل شأن مهما كان تخصصه، بل أصبح البعض منهم يردد عبارة «نحن معشر النقاد».. والله من وراء القصد. تأمل: صرنا نرى ما لم نر، ولعلنا كنا نرى العادي أقصى ما يرى. فاكس 6923348