جاءت الشريعة الاسلامية السمحة بنور الهدى الذي أشرق على العالمين ليقضي على العادات الجاهلية والظلمات الكفرية.. ويشيع السلام والرقي الانساني ومقتضيات العدل والمساواة بين المؤمنين. ولعل من أبرز السلوكيات الجاهلية التي طهرت شريعتنا الاسلامية المجتمع الاسلامي منها تلك السلوكيات العنصرية المقيتة الذامة لأنساب الناس والنابعة من الاستطالة على البشر. وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات الناهية عن هذه الانحرافات العنصرية.. أذكر منها قوله تعالى : «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» وقوله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ... ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان». وفي السنة النبوية العديد من الأحاديث في النهي عن الأفعال والأقوال العنصرية البغيضة.. منها قول الرسول الكريم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه للصحابي الجليل أبي ذر : «إنك امرؤ فيك جاهلية».. وذلك عندما عير رجلا بأمه الأعجمية.. هكذا قال الرسول لصحابي جليل الأمر الذي يدل على أهمية الأمر. وقوله صلوات الله وسلامه عليه : «إن ربكم واحد وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى». وقوله عليه أفضل الصلوات والتسليم : «دعوها فإنها خبيثة».. وفي رواية «دعوها فإنها منتنة». ولقد قامت هذه الدولة المباركة على أسس راسخة من العدل والمساواة بين المواطنين بمختلف أطيافهم دون تفريق بينهم لأي سبب كان.. مستمدة ذلك من تعاليم الشريعة الاسلامية الغراء. هذا ما أكده مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه،.. وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين حينما أعلن رفضه القاطع لأي تصنيفات للمجتمع السعودي.. حيث قال، يحفظه الله، ما نصه : «أكرر القول إنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان، وأطالب المواطنين كافة أن يترفعوا عن هذه الممارسات». وقال سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد خلال تشريفه دعوة الشيخ عبدالرحمن فقيه في منزله بمكة المكرمة يوم الخميس 6 رجب 1434هـ ما نصه : «ليس هناك تفرقة أو عنصرية أو تمييز بين مواطني هذه البلاد المباركة فالكل في ميزان الدولة متساوون». بل إن هذا ما نص عليه النظام الأساسي للحكم الصادر في 12/8/1412هـ. وعلى المستوى الدولي فان الدول والمنظمات والمواثيق الدولية تحارب بقوانين رادعة وعقوبات شديدة أي تصرفات وسلوكيات تحمل في تضاعيفها بوادر عنصرية. وبالأمس القريب شهدت مباراة كرة قدم محلية تعالي «هتافات عنصرية».. هتافات دخيلة على مجتمعنا سمعها من كان في الملعب كما سمعها من كان متابعا للمباراة أمام الشاشة الفضية. ولقد أحسن رئيس الجمعية السعودية لحقوق الانسان عندما عبر عن امتعاضه الشديد من ظهور الهتافات المسيئة في ملاعبنا الرياضية.. وناشد الجهات الحقوقية والقضائية والتنفيذية بتطبيق العقوبات الصارمة. والنظام الأساسي لاتحاد كرة القدم الدولي في مادته الثالثة نص على نبذ العنصرية والكراهية ضد أي بلد أو مجموعة أو عرق أو جنس، ويعاقب مرتكبوها بالطرد أو تعليق المشاركات سواء كانوا لاعبين أو جماهير رياضية. ذلك أن الهتافات العنصرية تخلق البغضاء وتنشر الفرقة بين أبناء البلد الواحد.. وهي ناتجة عن شعور باستعلاء ممقوت وتتنافى مع شريعتنا وأخلاقياتنا وقيمنا النبيلة.. ومع مبادئ الروح والأخلاق الرياضية.. وهي تسيء الى سمعتنا وسمعة مجتمعنا. والمطلوب من ادارة النادي، وهي ادارة واعية وحكيمة، ان تنظم حملة توعوية من خلال النادي وموقعه الاليكتروني وغيرها من وسائل التواصل لتنوير بعض من جماهير النادي بموقف الدين والقيم والقيادة والأخلاق والأنظمة الدولية من العنصرية وتبيان خبثها ومقتها ودورها في نشر الفرقة والكراهية والضغائن. وهي مسألة وطنية تمس وحدتنا الوطنية وهي من الثوابت التي لا نقبل المساس بها بأي شكل من الأشكال. ومن هذا المنطلق نطالب بما طالب به رئيس جمعية حقوق الانسان الجهات الحقوقية والقضائية والتنفيذية بإنزال عقوبات صارمة ورادعة لإيقاف ومنع تكرار مثل هذه الفتنة المذمومة. assaati@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 147 مسافة ثم الرسالة