على إثر إطلاق بعض السيدات دعوة قيادة النساء للسيارات استنادا إلى عدم وجود نص فقهي يمنعهن من ذلك. بدأ القلق يتسرب إلى أذهان المناوئين لهذه الفكرة، وبدأت تتصاعد معه التعليقات المعترضة والمثبطة. من أطرف ما قرأت من تلك التعليقات ما قيل من أن قيادة المرأة للسيارة تتسبب في إيذاء (المبايض والحوض) عند المرأة ولذلك فإن أولاد النساء اللاتي يقدن السيارات لمدة طويلة «مصابون بنوع من الخلل الاكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة». بعيدا عن إبهام (ماهية) هذا الخلل المنسوب إلى (الكلينك) الذي يولد به أولاد المرأة (السواقة)، إلا أن ذلك يعني انه (خلل) منتشر في كل العالم وأن أولاد العالم جميعهم يعانون منه، باستثناء أولاد المرأة السعودية، لأنها بحمد الله ونعمته هي المرأة الوحيدة في العالم التي تحظر عليها قيادة السيارة، وهو ما يعني أيضا أن أبناء المملكة عملة نادرة وسط أبناء العالم، فهم الوحيدون (الناجون) من هذا الخلل الاكلينيكي الخبيث أجارنا الله وإياكم منه. من الملاحظ أن الاستماتة من اجل احباط قيادة النساء للسيارات، أدت بالبعض إلى قول كلام أشبه بالهلوسة لا يقبله أي عاقل، إما لفقدهم الحجج المنطقية المقنعة، وإما لاستهانتهم بفهم المخاطبين وتصور إمكان قبولهم أي قول يساق إليهم مهما تضمن باطلا أو نم عن جهل. المؤسف هنا، ليس الاعتراض على قيادة المرأة للسيارة بحد ذاته، فهذا أمر يدخل في نطاق الاختلاف في وجهات النظر وتفاوت الآراء، وهو أمر طبيعي ومقبول، لكن المؤسف هو أن يأتي الاعتراض مرتكنا على حجج تنضح بالجهل وتثير السخرية، ثم تقدم للناس باسم الدين على لسان رمز من رموز المعرفة الدينية !! فمن الاساءة إلى الدين أن يحكم الرباط بين الاسلام وهذه الفتاوى الباعثة على التهكم، التي يطلقها بعض رموز المعرفة الدينية عند المسلمين، إذ سرعان ما تتناقل وسائل الاتصالات تلك الفتاوى وتطير بها إلى أقصى بقاع العالم لتطرحها للنقاش على أنها نموذج ممثل للفكر الاسلامي ونوع المعرفة التي يمتلكها علماء المسلمين، فيكون ذلك سببا في الانتقاص من الاسلام حيث يظهر أمام الناس محملا بمثل هذه السذاجة الفكرية وهذا الجهل العلمي. محاربة قيادة النساء للسيارة، ليست مبررا للإساءة إلى الدين بتشويه صورته بمثل هذه المفتريات المختلقة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة