×
محافظة المنطقة الشرقية

تنظيم منتدى جازان بجامدى الاول من قبل أرامكو

صورة الخبر

أكد باحثون أمنيون أن أسلوب التدريب في الخارج على العمليات الإرهابية والعودة لتنفيذها، هو أحد الأدبيات الجهادية داخل التنظيمات الإرهابية، وهو أسلوب قديم استخدمته التنظيمات بمختلف أسمائها وأوقاتها، مشيرين إلى «احترافية» القدرة الأمنية السعودية على التتبع والرصد، وهو ما عكسه بيان وزارة الداخلية الصادر أمس. وأكد الباحث في الشؤون الأمنية أحمد الموكلي لـ«الحياة» أن «أسلوب التدريب في الخارج والعودة لتنفيذ أعمال إرهابية في الداخل، هو أسلوب قديم، مستمد من جماعة الجهاد المصرية، التي كان يقودها أيمن الظواهري، إذ سافروا في تسعينات القرن الميلادي الماضي إلى أفغانستان والسودان، للتدرب هناك، ومن ثم العودة إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية داخلها». ولفت الموكلي إلى أن هذا الأسلوب «تكرر مع الجيل الأول من تنظيم «القاعدة» في السعودية». وتابع «معظمهم تدرب في أفغانستان في معسكرات التدريب هناك مثل «الفاروق»، ثم عادوا ليشكلوا خلايا في الداخل، وينفذوا عمليات إرهابية»، مشيراً إلى أن ذلك «سرى على الأجيال المتلاحقة، فمنهم من ذهب إلى العراق أو اليمن، ومن ثم عاد لتنفيذ أعمال إرهابية. ولعل العملية التي استهدفت مساعد وزير الداخلية حينها الأمير محمد بن نايف، أبرز نموذج على ذلك، إذ تدرب منفذها عبدالله العسيري في اليمن، وعاد إلى المملكة لتنفيذ عمليته، فلا غرابة في استخدام هذا الأسلوب من الجماعات الإرهابية، سواء «القاعدة» أم «داعش»، أم أي تنظيمات أخرى». بدوره، أوضح الباحث في الحركات الإسلامية محمد العمر لـ«الحياة»، أن «البيان تضمن أفراداً شاركوا في مواطن النزاع، وعادوا إلى البلاد إما تسليماً من جهات دولية، وإما عودة برغبتهم. ولعل أحداث النزاع في سورية تعيد إلى الأذهان أسماء شبان غُرر بهم، وعادوا إلى أرض الوطن نادمين. ولكن منهم من عاد إلى الفكر الذي خرج لأجله». وجزم بأن «عودتهم لم تكن إلا لغرض مُستتر، وهو تصدير العمل الإرهابي إلى المملكة، وهذا الأسلوب ليس جديداً على تلك التنظيمات، ولعل آخرها أحد الشبان الذين عادوا من سجون العراق، تائباً نادماً، وخرج على إحدى الفضائيات ليعبر عن ذلك. وللأسف ارتبط اسمه بأحداث الدالوة في الأحساء». وأضاف العمر: «عام 2009، بذلت جهود كبيرة ومضنية، من وزارة الداخلية، بمساعدة وساطات من القبائل في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، ونجحت في قيام الانتحاري عبدالله عسيري بالاتصال هاتفياً بمساعد وزير الداخلية، بعد دخوله البلاد عبر نجران، وزعم أنه يريد سماع كلمة الأمان، لينقلها إلى وفاء الشهري وبعض أعضاء تنظيم «القاعدة» الذين أرادوا تسليم أنفسهم، بعد شكاوى من تعرضهم لظروف إنسانية صعبة، وندمهم على التحاقهم في الجماعات الإرهابية، ليلتقي بمساعد الوزير في مجلسه بجدة، ويقوم بمحاولته القذرة لاغتيال الأمير محمد بن نايف، التي نجا منها». وأردف: «خلال العقد الماضي عاد القيادي المساعد لتنظيم «القاعدة» في اليمن سعيد الشهري، الذي ألقي القبض عليه قرب الحدود الباكستانية - الأفغانية نهاية 2001، وسجن في غوانتانامو مدة ثم أفرج عنه وسلم إلى السعودية، وانتظم في برنامج لإعادة التأهيل في مركز المناصحة. لكن البرنامج لم يمنعه من الانتقال إلى اليمن، فلعب دوراً أساسياً في تشكيل فرع «القاعدة في جزيرة العرب»، والتحريض على وطنه من هناك». ولفت إلى أن عدداً من المقبوض عليهم - المشار إليهم في بيان وزارة الداخلية - من دول مواطن النزاع، واعتبر ذلك «إشارة واضحة إلى أن المنتمين إلى هذه الجنسيات يقومون باستخدام شبابنا السعوديين في قضايا بلدانهم، والزج بهم في صراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، لأجل الحرب بالوكالة، واستغلال الجنسية في لفت الانتباه وجلب أعداد أكثر، إضافة إلى استغلال هذا الأمر من تلك التنظيمات نكاية بالمملكة، حسداً وكرهاً من عند أنفسهم، ولجلب الزعزعة والإخلال بالأمن وبث النزاع الطائفي». ونوّه بأنه من خلال البيان يتضح أن المقبوض عليهم ينتمون إلى مشارب متطرفة، سواء من «داعش» أم «القاعدة» أم «جبهة النصرة»، وحتى من «حزب الله الحجازي»، فاتفقت في الإرهاب واختلفت في التوجهات، وهذا ما اتضح من قول المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «تمكنت الأجهزة الأمنية من متابعة مجموعات مشبوهة فرقها الانتماء الفكري ووحّدها الإرهاب».