شد الشاب أبو زايد الرحال من جنوب المملكة إلى الرياض لطلب العلم في إحدى جامعات العاصمة, وحين ضاق أبو زايد بوقت الفراغ الطويل، فكر في عمل "كشك" لإعداد شاي جمري ليقضي من خلاله على الفراغ، على أن يذهب إلى فصول الدراسة في الصباح، ويقوم ببيع الشاي في المساء, والأهم البحث عن لقمة العيش، حيث لا تكفي مكافأة الجامعة لتغطية كل نفقاته، خاصة وهو يبعد عن ديار والديه قرابة ألف كيلومتر, فانضم إلى أصحاب أكشاك "شاي جمري" التي انتشرت في الآونة الأخيرة, خاصة في فصل الشتاء في الأماكن التي يكثر الشباب من التنزه فيها, وأكثرها في البر. وقال أبو زايد لـ"الاقتصادية" خلال جولة لها مساء أمس: إن فكرة شاي جمري, الذي أبيع فيه أنواع الشاي وحليب الزنجبيل, أتت من وقت الفراغ ونقص المال، ففكرت في "ضرب عصفورين بحجر"، حيث أقضي وقت الفراغ, وأكسب من "كشك" شاي جمري يغطي حاجياتي إلى أربعة أشهر مقبلة. وأضاف أبو زايد: "الزبائن يأتونني من كل فئات المجتمع ولله الحمد مدخل رزقي يزيد في فصل الشتاء, في الأماكن البرية". مبيناً أن صافي الربح الشهري لا يقل عن 20 ألف ريال, وخلال عطلات نهاية الأسبوع أخرج بنحو 50 في المائة من هذا الدخل. ولم يتأذ أبو زايد من بلدية الحي أو أمانة الرياض, بسبب الغرامات أو المخالفات, مشيراً إلى أن هذا "الكشك" يخدم كلا من المواطنين والمقيمين سواء كان وزيرا أو عامل نظافة.