أمير ومواطن وداعية إسلامي ورئيس ناد رياضي وفنان ولاعب كرة قدم وإعلامي ومشجع من هنا وهناك، كل هؤلاء استطاعت إصابة النجم الكروي الكبير ياسر القحطاني أن تجمعهم حول شأن واحد، إذ سارع هذا وذاك لمواساة النجم في مصابه، ومحاولة تهوين أمر إصابته بقطع في رباط الركبة المتصالب الذي سيغيبه عن الملاعب أكثر من 6 أشهر. هذا الأمر من سمات المسلمين والمجتمع الواحد تعززه مباديء الرياضة بتنافسها الشريف وبما يعز تقارب الميول. الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر والأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي تواصلا مع لاعب منافسهما الهلال لمواساته والوقوف معه وعرض المساعدة والاستشارة عليه، ماكان له وقع كبير على اللاعب ترجمه في تغريدة تؤكد أن الوسط الرياضي بخير رغم ماتعتريه بين وقت وآخر من عواصف ورياح متعصبة ومقززة، لاتلبث أن تثبت المواقف الحقيقية أن تلك الأتربة والعواصف ماهي إلا عارض لايعكس حقيقة الوسط الرياضي الذي هو في نهاية الأمر جزء من المجتمع السعودي الطيب والمتسامح والمتحاب. الداعية والشيخ والمفكر الإسلامي الدكتور سلمان العودة وجه بدوره عدة رسائل بتغريدة واحدة تمنى فيها لياسر القحطاني الشفاء والسلامة، وقال: " ماتشوف شر ياحبيبنا طهور ان شاء الله شفاك ربي وعافاك"، ليأتي الرد بفرح كبير من لاعب الكرة على الشيخ الفاضل: " شكراً للإصابة أن جعلت مثلك يتحمد لي بالسلامة ياشيخنا..أدامك الله على طاعته وصحته وعافيته.."، وهنا الشيخ ولاعب الكرة يقولان أكثر بكثير من الكلمات التي احتواها حديثهما القصير، والعنوان العريض له: "أنت أخي، وأمرك يهمني، أنا لست ملاكاً، وأنت لست شيطاناً، بل كلانا بشر، يجمعنا الدين والوطن والإنسانية ". وأخيرا .. كما أن إصابة ياسر القحطاني وابتعاده عن الملاعب أمر مؤلم بلا شك لكل عشاق كرة القدم ومحبي هذا النجم الكبير، إلا أن الجانب المشرق في الأمر هو طريقة تقبل اللاعب للأمر بثبات وإيمان كبيرين بقضاء الله وقدره، إضافة إلى أنها أكدت مجدداً أن المجتمع السعودي المسلم متكاتف ومتحاب ومتقارب ومتماسك بكل طوائفه مع اختلاف طبقاتهم وفئاتهم ومشاربهم.