نموذج لكيفية تغذية مدن المستقبل مزارع عائمة تناطح السحاب في سنغافورة 12-06-2014 05:09 PM ايلاف(ضوء):ت: يخطط المهندس الاسباني خافير بونس لبناء 15 برجًا عائمًا، تتألف طوابقها من مزارع مصفوفة الواحدة فوق الأخرى، لتلبي حاجة المدينة من المحاصيل الزراعية في السنوات القادمة. يسكن سنغافورة نحو 5,4 ملايين إنسان، وتضطر لاستيراد 93% من حاجياتها من الأغذية والمحاصيل من الخارج، وهو ما يريد بونس تغييره لتكتفي المدينة ذاتيًا عبر الزراعة الشاقولية العائمة في البحر. وتحتل المدينة، وناطحات سحابها المتعددة، مساحة 716 كيلومترًا مربعًا، لكن المساحات الصالحة للزراعة لا تتوافر إلا بعيدًا عنها بحكم المياه البحرية التي تطوقها. المدينة تفكّر يُضاف إلى ذلك أن سنغافورة تحتسب 20 ألفًا من سكانها على الفلاحين والمزارعين، إلا أن هذا العدد لا يكفي كما يبدو لتغذية عدد سكانها المتزايد. وهكذا، بدأت المدينة التفكير بضرورة توفير مزارع لا تسرق من مساحة المدينة شيئًا، وبدأت فعلًا ببناء أول مزرعة شاقولية عمودية لزراعة الخس والطماطم والخيار. هذا يعني أن سنغافورة المستقبل ستمتد إلى البحر بشكل مزارع عائمة تحسن أجواء المدينة البيئية، توفر لها ما تحتاجه من محاصيل زراعية، ويقل فيها انطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون. يمكن لفكرة المزارع الشاقولية العائمة أن تقلل حركة النقل البحري والجوي، المزدحمة عادة، إلى المدينة، وأن تؤدي إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية. ويعتقد المهندس الاسباني أن نجاح مثل هذه المشروع سيشكل ثورة جديدة في عالم الزراعة، وعالم بناء مدن المستقبل المزدحمة بالسكان. اقتصادية وبيئية كي ينمو الفلفل والسبانخ والبطيخ، اختار بونس لمزارعه العائمة شكلًا هندسيًا يتيح وصول الشمس إلى كل الطوابق ومن كل الزوايا. وعمل المهندس الاسباني مع مكتب فوروورد ثين كينغ اركيتيكت على تصميم 15 مزرعة شاقولية تحيط بمدينة سنغافورة، كما كانت أبراج الحراسة العالية تحيط بمدن العصور الوسطى. ويفترض أن تنمو الفواكه والخضار والحبوب في هذه الطوابق على المياه، وعلى أصواف صناعية خاصة بالتنمية الزراعة، من دون تراب. لا تحتوي الطوابق الزراعية على جدران ولا زجاج، كي لا تتحول إلى حقول زراعة زجاجية، لأن الهدف هو زراعة وتنمية محاصيل طبيعية 100%. ويمكن للمزارع الشاقولية أن تتخذ تصاميم متنوعة كي تواجه الشمس والرياح المناسبة، وتنال الرطوبة المناسبة أيضًا. فضلًا عن ذلك، تضمن الزراعة الشاقولية في البحر زراعة كل محصول وحصاده في الوقتين المناسبين، وبكميات غير زائدة عن الحاجة، فثلث الأغذية في سنغافورة حاليًا، رغم وجود الفقر، لا ينتهي على مائدة الطعام، وإنما في القمامة. ولا بد أن تكون مدن المستقبل اقتصادية وبيئية في آن واحد. تمتصّ السموم تكتسب مهمة تطهير الأرض والمياه الجوفية أهمية بيئية استثنائية هذه الأيام بسبب انتشار الأمراض، وخصوصًا الأمراض السرطانية والجلدية والحساسيات، نتيجة لتسلل المواد السامة المختلفة إلى التربة بفعل المواد المستخدمة في الصناعة والزراعة هذه الأيام. ويفكر مكتب فوروورد ثينكينغ اركيتيكتب استخدام النباتات الطبيعية المطهرة للتربة لحماية مزارعها الشاقولية الطبيعية من سموم قد تتسلل إلى المزارع عبر الماء أو عبر رطوبة الجو الملوثة. وهي نباتات تحتاج في تطورها ودورة حياتها إلى هذه المواد، فتستخدمها في الوظائف المختلفة ثم تطلقها من جديد بشكل مركبات غير ضارة بالبيئة. إحدى أهم ملتهمات السموم هذه هي عشبة برية صغيرة اسمها العشبة الجدارية الصغيرة. اكتسبت هذه النبتة، التي تنمو عادة على حافات الشوارع وقرب الجدران دون أن تثير اهتمام أحد، أهمية جديدة من خلال تصنيفها الجديد ضمن مجموعة جديدة تسمى النباتات المطهرة للأرض. المهم فيها انها نبتة برية رخيصة الثمن، تتكاثر بسرعة، ويمكن زراعتها على مساحات شاسعة. وميزة العشبة الجدارية الصغيرة انها مفترس كبير لمادة الزرنيخ من الأرض. نبتة نهمة سبق لباحثين أميركيين أن نجحوا في زيادة نهم هذه النبتة للزرنيخ عن طريق إضافة جينين استمدوهما من البكتيريا لخريطتها الجينية. وكتب العلماء المختصون بالهندسة الوراثية في مجلة نيتشر انهم نجحوا من خلال هذا التحوير على مضاعفة قدرة النبتة على التهام الزرنيخ 300 مرة. من النباتات الأخرى المطروحة هي نبتة ذيل الثعلبAmaranthus Retroflexus التي تعمل على امتصاص الكلسيوم المشع 40 مرة أكثر من غيرها من النباتات. ومن الممكن زراعة هذه النبتة البرية في ثلاثة مواسم في السنة، وطوال 15 سنة، من دون أن تفقد ميزتها. المطروح أيضًا نبتة Agropyron Desertorum لتي تعمل على امتصاص مادة PCP المستخدمة في حماية الخشب ومواد البناء. كذلك شجيرة Hybridpapel البرية قادرة على سحب مادة Trichlorethylenمن الأرض بنسبة 90% وإطلاقها عبر مسامات وريقاتها الصغيرة بشكل مركبات غير ضارة. ونبتة Thlaspi caerulescens التي تعمل على امتصاص النيكل والزنك من الأرض الزراعية. بديل للصين أيضًا لا تعاني الصين نقصًا في الأراضي الزراعية، بل تعاني من فرط المساحات بالعكس من سنغافورة. إلا أن الصين تواجه صعوبة في استغلال هذه الأراضي الصلبة والقليلة الخصوبة. ويعرف الصينيون أن استغلال وزراعة مثل هذه الأرض سيجعل كلفة المحاصيل عالية جدًا وغير عملية. ويتصوّر بونس بناء منصاته الزراعية العائمة على البحر بالقرب من المدن، وأن تتحرك بنفسها، أثناء الدوران كي تلتقي بالساحل، كما تفعل العبارات، كي تسمح بإنزال المحاصيل إلى الأرض من دون الحاجة إلى القوارب. لذلك، يقترح بونس على الصين مزارع طافية على منصات كبيرة تشبه حاملات الطائرات، وتدور هذه المنصات حول نفسها باستمرار كي تعرض المزروعات باستمرار لضوء الشمس. مدن كبيرة تقدر احصائيات الأمم المتحدة أن عدد سكان المدن، والكبيرة منها على وجه الخصوص، سيبلغ 3,8 مليارات حتى نهاية العام 2015. وكل هذه الجموع البشرية الهائلة بحاجة إلى غذاء لا تتوافر زراعة محاصيله داخل هذه المدن بالطبع. لهذا، يبحث المهندسون عن حل للمشكلة عن طريق استغلال البحار القريبة من هذه المدن. إن 18 مدنية متضخمة، من مجموع 21 مدينة على المستوى العالمي، تقع قرب البحار والمحيطات، وهذا ما يعزز فكرة تغذيتها من المزارع الطافية. بين هذه المدن ساوباولو وشانغهاي ومومباي واسطنبول...إلخ. ويتفاوض ممثلو سنغافورة مع مكتب فوروورد ثينكينغ اركيتيكت حول كلفة المشروع، وما إذا كان من الأفضل زراعة المحاصيل في مشروع مماثل على الأرض، وأن تنقل بعد نضوجها إلى المدينة. كما يحاول مجلس المدينة تقدير المزايا الاقتصادية والبيئية قبل أن يسمح للمهندس الاسباني البدء بتطبيق فكرته المستقبلية. http://www.youtube.com/watch?v=KLdCO1lmO4o 0 | 0 | 2