×
محافظة المنطقة الشرقية

السلع العالمية تتعثر بسبب وفرة العرض وضعف النمو وقوة الدولار

صورة الخبر

انتشر وساد منذ تسعينات القرن الماضي في مواد الترفيه التمثيلية والمقالات والبرامج التلفزيونية اتجاه التهكم والسخرية من الأوضاع والأحوال السلبية بأنواعها حتى صار اتجاها عاما غالبا، وأثـر هذا الأمر لم يكن تغيير تلك الأوضاع السلبية إنما كان زوال حس الخجل والعار لدى المتسببين بها ومجاهرتهم بها وتكيف الناس مع تلك الأحوال السلبية بل وحتى اعتبارها جزءا حميما من خصوصيتهم التي يفتقدونها عندما يغادرون لدول لا توجد فيها تلك السلبيات، ففي علم النفس تعتبر السخرية من سوء الأوضاع من وسائل التكيف معها، فأثـر السخرية له مثال من لدى جهازه المناعي ردة فعل تحسسية تجاه شيء ما فيتم تقديم ذلك الشيء على جرعات مخففة حتى يتعود عليه جهازه المناعي وتزول ردة فعله الرافضة له ويتكيف معه، ولهذا فاتجاه التهكم والسخرية على الأوضاع السلبية يساهم في ديمومتها خاصة أن حتى استنكارها بات تخصصا للساخرين والكوميديين، ولهذا يجب أن يبقى نقد سوء الأوضاع السلبية موضوعا جادا تماما ولا تتطرق إليه الفكاهة لكي تبقى له جديته اللازمة لدى طرفي المعادلة وإلا فتحويله لموضوع فكاهة يصب في صالح المسؤولين عن سوء الأوضاع، والمعضلة هي عندما يكون أصحاب التأثير العام الإعلامي والفني مفتقرين للتكوين الفكري والمعرفي والثقافي اللازم للنقد الموضوعي الرصين لتلك الأحوال والظواهر السلبية والذي يبين أسبابها وأضرارها ووسائل علاجها، فلا يكون لديهم سوء التهكم والسخرية التي تصل لدرجة التهريج المبتذل الذي يبتذل تلك القضايا الجادة ويبتذل معاناة المتضررين منها حيث يظهـر الضحايا في إطار استعمالها كمادة فكاهية بصورة المهـرجين الذين يعيشون تلك الأحوال السلبية كما ولو أنها مقالب مضحكة مسلية تضحك الآخرين بدل أن تثير لديهم مشاعر الاستنكار والأسى والتعاطف والتضامن والرغبة في المساعدة والتغيـير.