إلى أين يقودنا ساسة الأمر في وزارة التربية والتعليم، هل هم يعون أن في ذممهم آلاف المعلمين والمعلمات الذين يقطعون مئات الأميال في كل صباح من أجل الوصول إلى مقار أعمالهم؟ أم إنّ على أبصارهم غشاوة. في الأسابيع الماضية أكثر من ثلاثة حوادث راح ضحيتها جمع من المعلمات اللاتي تركن بيوتهن وعائلاتهن، من أجل الوصل إلى أعمالهن، والسير بطرقات هي أشبه بلعبة السلم والثعبان. مستوى التعليم انحدر، وحتى الأرواح أصبحت رخيصة بسبب هذه الإدارات المترهلة. ولقد أصبح تحسين الأنظمة البائدة صعباً جدًا في ظل المومياءات المتكلسة على كراسي الوزارة. ما أكثر فروع الوزارة ومكاتبها وأجنحتها وموظفيها، لكنها كغثاء السيل الكل في سبات عميق، انظر على سبيل المثال لعمليات النقل التي تجريها الوزارة كل عام، أصعب عملية نقل يقوم بها موظف في الدولة بكثرة التفاصيل غير المجدية، تصاحبها تحذيرات من قبل الوزارة تختص في عملية تعبئة البيانات، فقد تقوم بإجراء خطأ يلغي عليك عملية النقل برمتها. عمليات معقدة وجامدة وتفتقد للمرونة مما يجعل المعلمين والمعلمات يعيشون في قلق دائم قبل عملية النقل وأثناءها وبعدها. ناهيك عن الظروف الخاصة التي ما إن تدخل على القائمة حتى تصاب بالاكتئاب: طلاق، وفاة، مرض مزمن وغيرها من الأسماء التي يقشعر لها البدن، هل هؤلاء الذين يحق لهم النقل فقط؟ ماذا عن الأمهات اللاتي تركن أبناءهن دون أن توفر لهم الوزارة حتى الرعاية. فأقل ما يمكن هو التعويض المادي لهذا العناء. لا خيـل عنـدك تهــديــها ولا مــال . فليسعد النطق إن لم تسعد الحال.