×
محافظة المنطقة الشرقية

4 جهات حكومية تتولى مراقبة تطبيق المعيار السعودي لاقتصاد الوقود

صورة الخبر

ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ ما كان أحْسَنَهُ لو كان يُلتَقَطُ بينَ السّحابِ وبينَ الريحِ ملحمة قعاقعٌ وظبىً في الجوِّ تخترطُ غمائمٌ في نواحي الجوّ عاكفَة جَعْدٌ تَحَدَّرَ منها وابلٌ سَبِط كأنّ تهتانها في كلِّ ناحيةٍ مَدٌّ من البحرِ يعلو ثم ينهبط كل ما أحبه العرب تعددت أسماؤه لديهم ونظموا فيه الشعر وأبدعوا صياغة النظم له... وهذا يؤججه فيهم ودق وديم وغمامة.... يستثير فيهم لواعج من حنين.... وفيض من ذكريات.... يحسنون له الوصف ويستعيرون كل معانيه لوصف حالاتهم الوجدانية.. - لذا سموا المطر بأسماء ثرية بين رقة وامتلاء وجزالة لغة العرب تصف بدقة لا يضاهيها لغة إلا هي... وكم يغلب الطل على أمزجتنا ويقلبها انتشاء بغمام السماء ورش وطش على أرضنا فتختلط رائحة المطر برائحة الحنين تتهادى. ويحدونا بِشر برذاذ مطر يطبطب على ملامحنا ومعها طبطبة على قلوب أنهكها النبض وتعابير أشجاها الجهد فيأتي الغيث كأنما يجلي جهد دوامة اليوم واﻷسبوع والعمر.... استشعار نفسي غريب تغتسل بودقه كأنما هو استشعار اغتسالك من كل ما يشوبك. وكان نبينا - عليه الصلاة والسلام - هكذا يتعامل مع الغيث. حسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقال له صحابته: لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: «لأنَّه حديث عهدٍ بربه»؛ رواه مسلم. ما أجمل ذلك حديث عهد بربه.... وصف يجمل حالنا مع عطاء ربنا. وهتونه له سحره في استجلاب كل أشكال الحنين.... أليس هو الحياة؟ ألا يحيي سكون قلوبنا ويبعثر بوابله نبض هذا القابع بين حنايا الضلوع ويجدد خفقها. أوليس هو الطل يداعب حواسنا يطبطب برقة طله على زواياها لتزداد شفافية فيستثير قريحة شاعر: جادك الغيث إِذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأَندلسِ لم يكن وصْلُك إِلاّ حُلُماً في الكرى أَو خُلسة المختَلِسِ ما أرق هذه اﻷبيات التي استثارها غيث مطر!! هو الغيث يغيث قلوبنا كما يغيث يباس الأرض وزرعها.... هو الغيث لم تكن اﻷرض وحدها اﻷحوج، بل حواسنا ومعها جوارحنا ونبض استثاره الحميم بود قطره... ولم أر جماﻻً تكتسي به مدينة كما تكتسي الرياض عندما يبللها المطر ثم تغتسل به.... مدينتي المدللة التي أزهو بها والرذاذ يداعب أرصفتها..... والطَّلُّ يطبطب على أسطح منازلها، والدِّيمة تكلل مزاج سمائها أياماً كالحلم يتغشاها، والمُزْنَة تظللها فتستر أشعة الشمس إلى بعد حين تتوارى استحياء تحت غلالة من الغمام. والرِّهْمَة تطاول لتغير ملامحها وكأنها مدينة تستجلب الحلم، والهَطْل والتَّهْتَان يدوم أياماً حتى ﻷظن الرياض غيرت موقعها على القارة....!! لله درك ايتها الرياض كم تتهادين غنجاً تحت طل وديم.... - هو الغَيْث يأتينا كرما من ربنا يغيث أرضنا ومعه غيث ﻷرواحنا، ويتواتر ودقه ليغسل الزهر وينثر عبق الياسمين ويفوح معه أريج الجوري وعطر زهرات الليمون... ورشّه وطشّه يرحب بغسق فجر جديد في سماء مدينتي.... ومعها أتذكر ترحاب المحبين عندما يهللون بك (يا مرحباً بالرش والطش)، والله أحسنوا باتخاذهم تراحيب المطر لك ترحيباً..... أهزوجة ودق: أيها الغيث كم تعزف على أوتار الحنين وتروي سنابل أضناها الجفاف لتزهو به وتنبثق سنابل خضراء أرواها الغمام.