كشف متخصصون ان هناك حاجة إلى تطوير العديد من المناهج الدراسة التي يتم تعليمها لمنتسبي التخصصات في تقنية المعلومات، والتي تحتاج إلى تحديث لمواكبة التطور اليومي الحاصل في مجال تقنية المعلومات، كما أشاروا إلى أهمية التطوير الذاتي للمنتسبين لمجال التخصصات التقنية. وقال عصام عاصبي المدير التنفيذي لشركة مساند لتقنية المعلومات: إن نسبة قليلة جدا من الخريجين في تخصصات تقنية المعلومات هم الجاهزون لسوق العمل بشكل مباشر، بعكس الغالبية الكبرى التي ينقصها الإعداد الجيد والذي يجب ادخالهم في برنامج اعداد لا يقل عن شهر لكي يستطيعوا التأقلم مع الجو العام للمنشأة، وعادة يتم ادراجهم في برامج معدة مسبقا لكي يستفاد منهم في المنشأة ومشاريعها الحالية والمستقبلية، كما أنه من النادر وجود اشخاص يعملون في فترة الصيف عن رغبة في العمل في نفس المجال عند التخرج، ويعملوا على تطوير أنفسهم جاهدين واطلاعهم ابعد من حدود المنهج الدراسي الذي لا يواكب آخر ما توصلت اليه التقنية من تقنيات متطورة ولغات برمجة وأنظمة أعمال. وقال: «إن أبرز ما ينقص خريجي التخصصات التقنية هي المناهج مواكبة لآخر التقنيات المعمول بها في سوق العمل والاعداد الجيد للسوق من خلال مواد نظرية وتطبيق فعلي وهو الأمر الأهم، كما أن على المنتسبين دراسيا للتخصصات التقنية العمل بجد لتطوير أنفسهم والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم التقنية، في ظل وجود الدورات الالكترونية التي تغزو مواقع الإنترنت والتي يتوفر الكثير منها باللغة العربية لتساعدهم في ذلك، والتي بدورها توفر عليهم الكثير من الوقت والمال». وأشار عاصبي إلى أن الفجوة بين الخريجين والتقنيات المستخدمة في سوق العمل يمكن ملؤها عبر الدورات وورش العمل التي تساعدهم على فهم ماهية سوق العمل ومجالهم بالتحديد، بالإضافة للتحديات والعقبات الموجودة، ودورات قصيرة يتم تنظيمها بشكل دوري في الجامعات هدفها رفع امكانيات الطلاب وايصال ما هو جديد، وعمل الطالب على رفع مستواه ومواكبته للتقنية بشكل شخصي لما في ذلك من اثر كبير عليه وميزة ينافس بها جميع منافسيه المتقدمين لوظيفة ما. وحول استيعاب الوظائف التقنية للخريجين قال: «الوظائف التقنية تستوعب جميع الخريجين المؤهلين، ولكن الاسرع في ايجاد وظيفة ويكون مؤهلا نسبيا لها خريج المعاهد التقنية مقارنة بالجامعات؛ لأن مناهجها وتدريبهم قريب لمهامهم في سوق العمل». ومن جانبه قال لؤي لبني الرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات المبتكرة: إن الوظائف التقنية لا تعتمد اعتماداً كلياً على نوع الشهادة او الخبرة المكتسبة التي كان يمتلكها الشخص، بل على مقدرة الشخص ورغبته في تعلم كل جديد في هذا المجال التقني ومحاولاته لتطوير ذاته دون الاعتماد على جهة العمل لتوفير دورات تدريبية او غيرها، فأهم سمة للراغب في دخول المجال التقني أن يكون مهتماً وشغوفاً جداً بتعلم كل جديد وتطوير ذاته ويعرف اخر اخبار وتطورات التقنية. وتابع: «توجد الكثير من الوظائف التقنية، ولكن لا يوجد الأشخاص المناسبون لملء هذه الوظيفة، لأن الخريج غير مهيأ لسوق العمل، ويعود ذلك لنقص معرفة الجامعات والمعاهد بمتطلبات السوق، وإضافة إلى الإطالة في تحديث وتجديد المواد العلمية المطروحة التي تنعكس سلباً على غالبية الخريجين، فيكون الخيار الأكبر للوظائف الادارية والابتعاد عن الوظائف التقنية لافتقارهم للتطوير وتعلم كل جديد ذاتياً، كما أن خريجي الجامعات والمعاهد بتخصصات تقنية المعلومات يهتمون بالبحث عن الوظيفة، وعند إيجاد الوظيفة المناسبة والمكان والبيئة المناسبين، يحاولون العمل بجد وتطبيق كل ما تم تعليمه لهم، لكن الاهم في مجال تقنية المعلومات هو قدرة الشخص على تطوير ذاته وقدرته على تعلم وفهم كل جديد، لأن هذا المجال في حالة من التطور الدائم والسريع، فلا بد ممن يشغل هذا المنصب ان يكون قادراً على مواكبة كل جديد ومحاولة اللحاق بالتطور التقني». وأشار إلى أن هناك فجوة بين سوق العمل وبين الخريجين، ويجب على الجامعات والمعاهد التقنية القيام بتطوير مناهجها دائماً وباستمرار وإضافة كل جديد لنتمكن من سد هذه الفجوة لأن نجاح الشخص بتطوير ذاته يأتي موازياً مع تقديم معلومات جديدة وحديثة من قبل الجامعات والمعاهد ليتسنى لكل خريج معرفة طبيعة المجال الذي يتخصص فيه. وتابع لبني: «نتمنى أن توفر الجامعات والمعاهد مناهج حديثة لتقنية المعلومات وقريبة الى الواقع والابتعاد عن تلك القديمة، لأن لغات البرمجة التي تدرس حالياً في الجامعات هي قديمة وصعبة وأصبحت نادرة الاستخدام في الوقت الحالي، بينما لو تم التركيز على لغات البرمجة الحديثة والسهلة نوعاً ما، سيتم تهيئة الخريج بصورة ملائمة أكثر للسوق، وذلك يتم عبر الاهتمام بدراسة حاجات السوق وبناءً على ذلك يتم توفير المادة العلمية لتكون متناسبة ومتوافقة بدرجة كبيرة.