لاعتناق رجل الأعمال الكندي الشهير جون دزيكو الإسلام، وتحويل اسمه إلى يحيى، قصة عجيبة تخللها تفكر عميق وتأمل طويل في واقعه وهدفه في الحياة، وكذا حاله بعد الدخول في الدين الحنيف، جون المشهور بممارسة لعبة الطبقة المخملية في المجتمعات الأوروبية مع كوكبة من مشاهير العالم في هذا المجال، شعر براحة تامة فور أن وطئت قدمه أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي الزيارة الأولى بالنسبة له إلى المملكة. قال: «وجدت راحة غمرت قلبي، سواء في إسلامي أو عند وصولي إلى هاتين المدينتين المقدستين، وقد كانت قصة اعتناقي للإسلام ذات تفاصيل كثيرة، كنت في حيرة من أمري قبل الإسلام، فأنا من عائلة شهيرة وراقية جدا وتصنف ضمن الطبقات البرجوازية الرفيعة في كندا، وكنت أفكر جديا في هدفي في هذه الحياة ومصيري فيها، وبعد سلسلة مشاورات وصراعات داخلية قررت أن ألجأ لسؤال إحدى الشخصيات في تورنتو كندا، وكان ابنا لأحد أئمة المساجد لدينا، وقد قابلته ضمن زيارة عمل تجارية، لقد كان لطيفا للغاية، إنه اصطحبني إلى والده الذي أكد لي بأني أفتقد الرؤية الواضحة في حياتي، وبين لي أن هدف حياتي لا يزال ضائعا وليس محددا» . وزاد: «أعطاني نسخة من القرآن الكريم مترجمة باللغة الِإنجليزية، فقرأتها ثلاث مرات، فكان ذلك كالضوء الذي ملأ غرفتي المعتمة، ووجدت في هذا الكتاب المقدس الحلول المثلى لكل مشكلاتي الاجتماعية وغيرها، وتغيرت حياتي وأصبحت لدي رؤية واضحة لحياتي وهدف محدد ارتسم لي، وشعرت بطمأنينة وسكينة كبيرة لم أكن أشعر بها من قبل، أعتقد أني وجدت ضالتي حينها تماما»، مشيرا إلى أنه قرر حينها الدخول في الدين الحنيف، لكن الأمر كان صعبا بالنسبة له من ناحية أسرته وعائلته، إذ كان يخشى على نفسه، فآثر أن يخفي إسلامه حتى لا تحصل له مشكلات بهذا السبب. وكان يستشير مدير الجمعية الدعوية الكندية وسفير السلام في الأمم المتحدة شازاد محمد الذي كان متعاونا معه في إيضاح كل المبهمات وحل كل الإشكاليات التي تواجهه، «حتى أصبحت حياتي متغيرة تماما». وقال «قررت بعدها التوجه إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وبهما وجدت الراحة التامة، والتقيت شخصيات سعودية كبيرة لها مكانتها المرموقة، ووجدت منهم الترحيب الكبير والحفاوة العظيمة، إنني في لحظات فرح لا تنسى».