مهنة البحث عن الخمول! بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول) قديماً وإلى وقت قريب كانوا يطلقون عليها بمهنة البحث عن المتاعب – ويصفونها بالمهنة الخطرة والسلطة الرابعة– حيث كان الصحفي يحمل روحه بين كفيه وهو يبحث عن سبق صحفي مميز يضيفه إلى سجله الصحفي ويرفع من إسمه عالياً – وفي بعض الحالات كان يتعرض للإعتداء أو الإيقاف عن العمل أو الطرد من مكتب المسؤول الذي يعتبر الصحفي الجرئ بأنه العدو الرئيسي له لأنه ينشر غسيل ذلك المسؤول ويفضحه بين(اللي يسوى واللي مايسوى) – وكان الصحفي يتقمص شخصية متسول أو عامل بنغالي أو غسال سيارات وعامل نظافة أثناء ركضه وراء الخبر الحقيقي– وقد نراه يرتدي ملابس رثة فنظن أنه متسول فعلاً ولكنه في حقيقة الأمر أراد بتنكره هذا تصيد مادة دسمة لصحيفته – وكانت له( شنة ورنة) يحترمه المسئول ويخافه المفسدون ويحسبون له ألف حساب حتى لاينشر فضائحهم على (حبل غسيل) ! أما اليوم فقد جاء قوم تسلقوا أسوار الصحافة بل ودخلوا من أبوابها الخفية وإنتسبوا لمهنة البحث عن المتاعب ظلماً وبهتاناً – وكل هم هؤلاء الدخلاء أن يجعل من الصحافة معبراً له للوصول إلى أهدافه مثل ضمان وظيفة جديدة – فيكون الهدف الأهم من إلتحاقه بالعمل الصحفي هو الركض وراء المسئولين كما تركض (القطط الجائعة) وراء (اللحمة) نشاهده في كل مناسبة وبلا مناسبة وهو يطارد رجال الأعمال بحثاً عن (الشرهات والأتاوات) وياخبر ببلاش بكرة بفلوس – ولكل خبر قيمته وسعره حيث نافست الأخبار الإعلانات التجارية من وجهة رأي هؤلاء(المستصحفين) وسرعان ما يضمن له وظيفة مرموقة لدى أحد رجال الأعمال أو المؤسسات التي يتعاون معها وينشر أخبارها! وكثيراً من هؤلاء (المستصحفين) قد لايستمر في العمل الصحفي سوى أشهر قليلة فقط – وتكون كل أعماله الصحفية نقل تحركات المسئولين ورجال الأعمال – وينقل لنا أخبار(مثل وجهه) مثل شوهد رجل الأعمال فلان الفلاني وهو يبتسم لزميله – أو صرح المسئول فلان بأن كل شئ (مضبوط يا أفندم )! ويرفض نشر متاعب المواطنين وشكاويهم بحجة أنها لاتستحق النشر – وقد ينشر أخبار مدعمة بالصور عن إجتماع حضرة المسئول مع هيئة (الفراشين) بالدائرة وأن المسئول قد وجه رئيس(الفراشين ) بضرورة تضبيط الشاي بالنعناع! – وبعض صحفيو اليوم وليس جمعيهم بالطبع يكتفي بإختلاس الأخبار من مواقع الوزارات والعلاقات العامة ويقتصر نشاطه الصحفي فقط بوضع إسمه متصدراً الخبر وفي بعض الأحيان لايقرأ الخبر الذي سرقه من على موقع الوزارة – وحينما يحضر حفلاً أو مناسبة نشاهده ينافس حضرات جناب المسئولين والوزراء ومن يشاهده يظن أنه وزير مفوض من جزر الباهاما – يسير مختالاً ويوزع (كروته) الشخصية على هذا وذاك (يعني يعني شوفوني) – والأغرب من كل ذلك أن هذا الصحفي المبتدئ حينما يقوم بتعريف نفسه على الآخرين يقول (أنا الكاتب والصحفي المعروف جداً ملقوف بن أبي هباب)! وعشنا وشفنا !