أن نعترف بأننا نتعامل بما لا نجيد وليس في مجال تخصصنا وتغيب عنا خفاياه.. أو اننا ننشغل بما لا يهمنا ولا يكون في حدود معرفتنا وليس من اختصاصنا فذلك قد يكون من العيب الذي نمارسه ونخجل أن نقر به ولا نرى فيه خللا أخل بطاقاتنا الفكرية وقدراتنا المالية.. التجارب المخيبة للكثير منا حافلة وموجعة مع الاسهم.. ومع ذلك لا نتعظ.. نستمر باندفاع وكأننا نريد أن ننتقم من انفسنا.. نقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. ولكننا مرات كثيرة نلدغ ونلدغ لدرجة اللا شعور.. غير أننا لا نستفيد من التجربة ولا نؤمن بما نقول كما هي عادتنا!! قد يكون أحد الأسباب لذلك هو إيماننا المطلق بالحظ الذي يهيمن على عقولنا ويتصرف بكل مشاعرنا.. ذلك الحظ الذي يتفضل به القلة ممن يتحكمون في السوق في أول النهار ويفقده الكثرة ويحصدون منه الم الخسارة مع الاغلاق.. حتى تغيرت كل الموازين لتبقى القلة في سوق اسهمنا هم من يغلبون الكثرة.. وتستمر المنافسة بين من يغري ليأخذ وبين من يندفع ليخسر.. ثقافتنا الاستثمارية ووعينا الاقتصادي كل ذلك يتجلى في تهافتنا وسعينا للربح السريع وانسياقنا وتصديقنا لما لا يعقل!!.. ليس بعيدا عنا وهم الزئبق في مكائن الخياطة أو مساهمات البيض وبطاقات سوا وغيرها.. وأولئك الذين استغلوا اندفاعنا للمجهول والحلم بالملايين حتى كان البعض يتوسط لديهم ليقبلوا منه أمواله ليقوموا بالاستحواذ عليها!!. نتجاهل ونتناسى ويجعلنا الطمع وحب المغامرة المالية في الاسهم أن نتغافل عن كل تلك الفرص الاستثمارية الكثيرة التي هي أمامنا وعندنا وبين أيدينا ولكننا نتجنبها ليستغلها غيرنا ويجني من ورائها الملايين.. والمشكلة أننا من نساعد في ذلك مقابل مبالغ زهيدة عن طريق التستر.. لماذا لا نفكر باستغلال كل ما هو متاح لنا وفي مقدورنا لنوطن شبابنا لاغتنامه والاستفادة منه؟.. لماذا فقط نفكر بالسهل.. وكل ما هو سريع الربح؟.. الأمثلة كثيرة في واقعنا التي غيرنا يستفيد منها وكأننا لا نعلمها.. فعلى سبيل المثال.. لماذا لا يتم المساهمة في شركة يكون العاملون فيها من أبنائنا وبناتنا لعمل الزي المدرسي.. أو القيام بالاعاشة للمدارس وما يقدم في الفسحة المدرسية والمستشفيات والسجون.. أو استغلال خريجي الكليات التقنية في صيانة السيارات الحكومية وغيرها من منشآت الدولة او جمعيات تموينية في الأحياء وغير ذلك كثير.. ما نسميه التشاليح تستغلها العمالة الوافدة وتستفيد منها ملايين الملايين وبعض شبابنا يشتكي البطالة. وقس على ذلك الكثير الكثير. نحتاج لاستغلال الفرص البسيطة بعقول مدبرة وتخطيط سليم.. بالتأكيد سنربح إن لم يكن اليوم فما هو للمستقبل يكون هو رأس المال والربح والفائدة.. لا تشغلنا الأسهم عن التفكير والاستغلال لكل ما هو أجدى.. ولا نهتم بالربح السهل والسريع والجشع الذي يفقدنا العمل لمستقبل أبنائنا ومصلحة الوطن.. أن نستغل قدرات أبنائنا وبناتنا وان نرسم الطريق لهم بأفكار استثمارية بسيطة ومجدية. ان لا يكون لدينا بطالة فذلك مكسب لا يضاهيه او يعادله أي ربح... الغرف التجارية والصناعية ليس من مسؤوليتها خدمة التجار فقط ولكن عليها أن تقوم بالدراسة للتخطيط والعمل لاستغلال الفرص لموارد البلد لتبقى استثمارا يستفيد الكل منه.. الفرص لا تدوم ولا تبقى فما هو متاح اليوم قد يتلاشى غدا.. والأهم من كل ذلك أن نغرس في أبنائنا ثقافة حب العمل والاخلاص والرضا بالقليل ليتحقق الكثير!!