بَعد هَذا العُمْر المُتوسِّط في الكِتَابة؛ لَم أَعُد أعتَرف بطقُوس الإبدَاع، وأوقَات الكِتَابة، ولَحظات الإلهَام، وأوَان التَّجلّي، بَل الإنسَان المُبدِع، والمُبدِع الحَقّ لَا يَحكمه الزَّمَان ولَا المَكَان، بَل هو مَن يَتحكَّم في المَكان والزَّمَان..! هَذه قَنَاعتي، ولَن يُزحزحني عَنها أي مُزحزح، ولَكن في السَّنوَات الأخيرَة، بَدأتُ أقتَنع بلَحظة صَادقة مِن لَحظَات الإلهَام، ألَا وهي لَحظة مَا قَبل النَّوم، وسأتحدَّث عَن هَذا بشَيءٍ مِن التَّفصيل والشَّرح: مُنذ سنوَات، كُلّما وَضعتُ جَسدي عَلى فَراشي، ونِمتُ عَلى جَنبي الأيمَن، وقَرَأتُ الوِرْد، وحَاولتُ استجلَاب النَّوم، تَبدَأ الأفكَار في هَذه اللحظَة تَغزو رَأسي غَزوًا، ليُصبح رَأسي كَأنَّه غُرفة مُظلمة؛ تُضيء فِيها فَلَاشَات هُنا وهُنَاك..! فِي هَذه اللَّحظَة، بَدأتُ أحتَار بَين أمرين: إمَّا أنْ أَقوم وأُسجّل الأفكَار، ورؤوس أقلَامها، وبذَلك أُزعج مَن حَولي، وأطيّر النَّوم مِن رَأسي، وإمَّا أنْ أتجَاهَل هَذه الأفكَار، وبالتَّالي يَنضب القَلم، وتَشحّ المَقَالات، ويَنقطع مَصدر رِزقي؛ الذي يَأتيني مِن كِتَابة مَقال كُلّ يَوم؛ لجريدَة "المَدينة" فَارعة الطّول..! بَعد تَفاقُم هَذه المَسألة، وارتفَاع ضَجيجها، حَاولتُ أنْ أَجِد لَها حَلًّا؛ حتَّى لَا تَتحوَّل إلَى قَضية أفكَار فلسطينيّة أُخرَى، حَيثُ وَجدتُ الحَل سَهلاً، وكُلّ المَطلوب منِّي هو: جَعل الوَرقة والقَلم، ومُصبَاح صَغير بجوَار سريري، وكُلَّما تَذكَّرتُ فِكرة كَتبتها، وبذَلك أجمَع بَين الأَمْرين..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القول: هَذه حَالة مِن حَالَات الإبدَاع التي أُؤمن بِهَا، وقَد وَجدتُها عِند غَيري مِن أصحَاب الكِتَابَات، ولَعلَّ آخر مَن صَرّح لِي بذَلك؛ هو شَيخي القَدير؛ وأُستَاذي الكَبير "سيّد القمني"؛ حِين زُرته مُؤخَّرًا في مَنزله العَامِر؛ بمَدينة العَاشِر مِن رَمضَان المِصريّة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain