الأحساء ـ مصطفى الشريدة أكد باحث اجتماعي على ضرورة تسليط الضوء على مفهوم القيم لدى الأطفال بتقديم صور القيم الإيجابية وترسيخها في نفوسهم وذلك للحافظ عليهم من الخطر الذي يهدد مستقبلهم. وقال الباحث الاجتماعي الشيخ عبد الرؤوف القرقوش أننا اليوم نحتاج في تربيتنا لأبنائنا الى زرع القيم في نفوسهم للحفاظ عليهم من المتغيرات الثقافية و الانحراف الاجتماعي ، مؤكداً إن الإنسان الذي يمتلك القيم لا يمكن أن يتغيير أو يتأثر أو يتبدل بما يجرى من حوله لانه يتحرك وفق القيم و المبادى التي انشأ عليها و خلاف ذلك يتبدل ويميل مع الرياح اينما ذهبت ويتلون مع المصالح و يصعب التعامل معه. وأوضح القرقوش القرقوش أن ابنائنا في الوقت الراهن يتعرضون الى الاختراق الفكري و تغير القيم فعلى الآباء الانتباه لذلك وإعادة النظر في طريقة التربية و تعامل مع الطفل و عدم تركهم يعانون ويتخطبون في الحياة، لافتاً إلي أن الآباء هم من تقع عليهم المسؤولية الأولى في الحافظ عليهم وصناعة القيم في نفوسهم من الصغر، مبيناً إن أفضل ما يورث الأب لابنائه الأدب والتي تتمثل في القيم الحسنة والإيجابية لانها سوف تلازمهم طيلة حياتهم، مشيراً إلى أنه على رب الأسرة عدم الاكتفاء بكسب العيش للأبناء فقط بل عليه أن يهتم إيضا باكساب القيم لهم لان سيعود ذلك بالنفع العميم عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم. وتابع حديثه قائلاً إن هناك بعض الأسر تعاني من جنوح أطفالها وعدم الانصياغ لتعاليمها في ظل تقديم النصائح لهم مبيناً إن هذه الأسر لديها خلل في الأسلوب التربوي بعدم معرفتها التامه بالتعامل مع الطفل و مفهوم زرع القيم في نفسه منذ الصغر، موضحاً أن على هذه الأسر أن تستثمر مرحلة الطفولة بزرع القيم فيها من خلال إعداد نفوس الاب و الام بأن يكونا قدوة إيجابيه ناجحة في السلوكيات والتصرفات لتشجيع الابن على اقتفاء خطاهما لما في ذلك من أثر قوي على تكوين شخصية الطفل، كما ينبغي على الاسر التوازن وعدم المبالغة في العقوبات والأهانة للطفل امام الاخرين بما يؤثر عليه سلباً. ودعا الآباء و الأمهات إلي الاطلاع والقراءة في عالم الطفولة لكونه عالماً معقداً وفيه العديد من المجهولات التي تخفى عليهما كالمدة الزمنية التي يستوعب فيها الطفل الكلام من أبيه أو أمه فقد أكدت الدراسات إن الطفل يتلقى بمقدار دقيقتين فوق عمره يعني إذا كان الطفل عمره أربع سنوات فأنه سيتلقى ست دقائق فقط من المعلومات المتواصلة وشدد على الآباء المباشرة بأنفسهم في عملية غرس القيم بتخصيص ساعة في اليوم أو يوم في الاسبوع بالجلوس مع الابناء بالاضافة إلى تهيئة الاسباب والوسائل التعليمية والثقافية عن القيم وربطه بمصادر التزود النقية كالمساجد.