DNA نسابة العصر والدور المرتقب للجهات البحثية والعلمية بقلم الكاتبة / فوزية بنت حنوني الجابري أمام ما طرأ على الساحات العلمية الجينية من عبث بالتاريخ وتزوير للحقائق وعدوان على ثوابت الدين ومسلمات التاريخ من قبل شراذم من الجهلة وأنصاف المتعلمين ولفيف من مرتزقة الأنساب أصبح لزاما على أهل العلم والفكر الإحتساب في التصدي لهذه الظاهرة والقيام بواجب الصدع بالحق وتبيين العلم وإيضاحه وكشف مايترتب على هذا العبث من خداع و طمس للحقائق وتزوير للتاريخ وإضرار بمسيرة هذا العلم البناء وحرفه عن مساره الإيجابي . فالأمر أصبح لايتوقف عند حب البحث والإطلاع وطرح الفرضيات ومناقشتها وطلب العلم والإستزادة منه كما يأمرنا بذلك شرعنا المطهر ، بل تعدى ذلك للطعن في الثوابت ورد الحقائق وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة وجحد المسلمات التاريخية المثبتة عقلا ونقلا بل و بكل دلالات العلم الحديث القطعية . وحيث أن الأمر قد آل إلى هذا الحال المزري فإنه قد بدا جليا ضرورة تدخل الجهات العلمية والبحثية لإيقاف هذا العبث وتصحيح المسار بتبني خطط وآليات بحثية تشرف عليها الجامعات واللجان المحكمة لضوابط البحوث العلمية ومتطلباتها كما يكون من ضمن إهتماماتها تعزيز ثقافة المجتمع ووعيه بهذه الأدوات الحديثة وما يرتبط بها من آثار ونتائج حالية ومستقبلية وذلك بتنظيم الملتقيات والندوات وعقد الدورات والخطط التأهيلية التي تمكن البحاثة والدارسين العرب من خوض غمار هذا العلم بتمكن واقتدار وتوجيهه الإتجاه السليم وتسخيره لخدمة تاريخ شعوب المنطقة بما لايتعارض مع ضوابط الشرع الحنيف . فالعرب أمة مغرمة بعلم النسب منذ القدم حتى أصبح علما عليها وخاصية من خصائصها المميزة ، ودخول مثل هذه الأداة الجينية القطعية الدلالة على شعوبها النسابة هي ثورة كبرى في عالمهم ومجتمعاتهم القبلية ، وتحتاج حقا لجهات تدرك حجم هذه التقنية الثورية في عالم الأنساب والعلوم الإنسانية وتوليها الإهتمام اللآئق بها . ولاشك أن جزيرة العرب والشرق الأدنى هما الموئل الذي انبثقت منه أعرق الحضارات الإنسانية ويحتاج منا بذل الجهود تلو الجهود لدعم وتعزيز الدراسات التاريخية والجينية والأنثربولجية لإستكشاف ماخفي ولفه الغموض من نواحي تاريخه الموغل في العراقة والقدم وتقديمه للعالم بصورة مشرفة تكشف كل نواحي العظمة والجمال الكامنة فيه وتجلي الروابط الأنثربولوجية الإنسانية التي تربط شعوبه بمختلف شعوب الأرض.