انتهت دورة الخليج 22 بعاصفة مدوية وبفيض من المشاعر التي تباين مؤداها.. وظهر منها الغث والسمين واختلط فيها الحابل بالنابل.. وتلك هي الحالة التي ألفناها واصبحت عادة بمرور الوقت.. فالهزائم تتكرر والرضى لم يبلغ المدى الذي يرقى بمستوى الفرح الجماهيرى والرضى النفسي.. وكنا دائما مع كل كبوة نعلق فشل منتخباتنا على شماعة المدربين.. وقد استخدمنا في تدريب منتخباتنا افضل المدربين وافضل الكوادر العالمية تلك التي حققت لمنتخبات بلادها بطولات قارية وكأس عالم.. ولكن كل التميز وكل القدرات الابداعية وكل عوامل التفوق عندما تؤول ادارة التدريب الى هؤلاء المبدعين في فن التأليف بين لاعبي المنتخبات القادمين من اندية شتى ومن مناطق مختلفة سرعان ما تتبخر تلك القدرات المتميزة.. وكأنما هذا المدرب يحرث في البحر.. لماذا ينجح هذا المدرب هناك ويفشل هنا؟.. هذا السؤال ظل فاغرا فاه منذ بداية دورة الخليج حتى الآن مع ما بذل من تلمس اسباب العلاج والاصلاح وتحسين ما امكن تحسينه.. الا ان الامر دائما مآله الى الفشل.. من المسؤول.. الادارة.. المدرب.. وجد علينا الآن اتحاد كرة القدم والجمعية العمومية.. حقيقة ما كشفت عنه الايام هو ان التعصب هو سيد الموقف وهو فارس الميدان. الجمهور الرياضي يتحرك بالريموت: كانت ظاهرة هذا العام والتي عمقت الجراح وتطاير شررها ظاهرة كانت مخجلة.. اذ ان مدرجات الملعب كانت تصفق كراسيه الخالية.. حتى ان جمهور قطر والامارات واليمن كان يربو على الحاضرين من جماهيرنا.. رغم ان المسؤولين عمدوا الى فتح ابواب الملعب (بالبلاش) الا ان ذلك لم يغير من الامر شيئا.. وسبحان الله عند المباراة الختامية ناشد رؤساء الهلال والنصر الجماهير بالحضور الى الملعب ومساندة المنتخب.. ولعل ذلك فيه الدلالة الكافية التي تمتلك ناصية الاجابة على الاسئلة الماضية وتؤكد على مدى الانحراف في الهوية الرياضية للمنتخب. الهريفي الذي أثار الثائرة: فهد الهريفى ابن بجدتها.. احد نجوم كرة القدم في الزمن الجميل ومن حمل شرف تمثيل هذه البلاد وامتلك من النجومية ما جعله محل الحفاوة والتقدير.. فجر عبر انتقاداته اللاذعة من داخل رواق كرة القدم.. وان كنا نختلف معه ونتفق ولكنه كان جريئا وصريحا.. وقد لفت الانظار الى ذلك اللوبي من داخل الاندية والذي يستغل الاعلام الرياضي ويحشد كل الطاقات وكل الظروف لتصب في خانة الهلال.. وكما هو معروف فالتعصب الرياضي يطلق على كل حالة تطرف في الآراء لصالح ناد رياضي أو أندية ضد ناد آخر من نفس الدولة أو المنطقة وعادة ما يكون ذلك مصحوبا بالاساءة والاستهزاء والسخرية والاتهامات والتجريح غير المبرر.. وهناك اسباب لهذا التعصب يأتي في المقدمة الصحافة وما بها من عناوين وكتاب رياضيين وكاريكاتير وكلها ترمي لمحاولة الانتقاص من الأندية الأخرى أو الاستهزاء بها.. والتصريحات النارية لرؤساء الأندية وأعضاء الشرف والإداريين من خلال الاعلام المقروء والمسموع والمرئي.. والأخطاء التحكيمية القاتلة والمكشوفة لناد بعينه.. والمنتديات الرياضية المتعصبة الخاصة بالأندية ورابطة المشجعين بالأندية وما تبتكره من كلمات وصيحات تسيء الى الاندية الاخرى وتثير حفيظة الجمهور الآخر وتخرج عن النص. عرفت هذه الظاهرة.. ظاهرة التعصب الرياضي منذ ان ازدهرت كرة القدم.. برز ذلك من الجماهير الذين هم على درجة كبيرة من سوء التصرف والاساءة الى بلادهم.. الجمهور الانجليزي خارج بريطانيا والذين يعمدون الى الاستفزازية والاستهتار بالخصم من خلال العبارات الرياضية غير اللائقة وتصل الى الاشتباك بالايادي.. ويمهد لهذا التعصب فشل المنتخب القومي عن تحقيق المكاسب التي ترضي غرور الجماهير.. الامر الذي يهربون معه الى الاندية ويرفعون شعاراتها.. وتلك لعمري آفة يجب الالتفات اليها بدءا مما يجري بين اعضاء الاتحاد من مهاترات واساليب غير مقبولة وتجريح البعض للآخر.. كيف يحق لنا ان نتوق الى ان نحلم بمنتخب جيد معافى وهذه الامراض تنهش بالمسؤولين عن الرياضة.. وحسبي الله ونعم الوكيل.