يعتبر الصرع خللاً عصبياً مزمناً يطال نحو 65 مليون شخص حول العالم. ويمكن لأي شخص، في أي مرحلة عمرية، أن يصاب بهذا الداء، الذي يتمظهر في نوبتين غير محفّزتين أو أكثر، متباعدتَين عن بعضهما 24 ساعة على الأقل. وكانت المستجدات المتعلّقة بداء الصرع مادةً للمؤتمر الدولي السادس للجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب، الذي أقيم أخيراً ببيروت، تزامناً مع إطلاق عقار جديد للمرضى الذين تجاوزوا الستة عشر سنة. "سيدتي نت" تابع المؤتمر، وعاد بالآتي: يجمع الأطباء على أنه لا يمكن إيجاد سبب مُحدّد مسؤول عن الإصابة بالصرع لدى نصف المصابين؛ فأحياناً قد تكون لهذا الداء جذور وراثية، ولكنه قد ينجم كذلك عن إصابة بالرأس، أو علّة دماغية، أو أمراض معدية، أو إصابة قبل الولادة، أو خلل في النمو. أشكال النوبات تبدأ النوبات الجزئية بتفريغ للكهرباء في منطقة محدّدة من الدماغ. وتنتج هذه النوبات عن عناصر مختلفة، بما في ذلك إصابة، أو التهاب في الرأس، أو سكتة، أو ورم، أو نمو دماغي شاذ قبل الولادة. وقد تحدث بعض النوبات خلال النوم. وعندما ينتشر النشاط الكهربائي من النوبات الجزئية في أرجاء الدماغ، يختبر المرضى ما يُسمّى بالنوبات الثانوية المُعمّمة، التي تحصل لدى أكثر من 30% من الأشخاص الذين يصابون بالصرع الجزئي. ويمكن لهذه النوبات الجزئية أن تأتي على شكل نوبات جزئية بسيطة، من دون تغيير في مستوى الوعي، وكذلك الأزمات الجزئية المعقدة التي يتميز فيها المريض بالارتباك وقلّة التعاون، بالإضافة إلى النوبات التوترية الرَمَعيّة المُعممة، التي تُعتبر نوبات حادة وتُعرف بــ"نوبات الصرع الكبرى"، كما يوضح رئيس "الجمعيّة اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب" الدكتور نبيل محسن. أنواع الصرع "توجد تصنيفات عالمية لأنواع المرض، التي قد تصل إلى مائة نوع تضعها "المنظّمة العالمية لمكافحة داء الصرع"، وتقوم بتعديلها كل فترة؛ مع وجود حالات ثابتة نجدها لدى مجموعة من المرضى. كما يتمّ تصنيف المرض، حسب موقع صدور الشحنات الكهربائية في الدماغ، مثل: النوبات الصدحية الشائعة، أو النوبات الأماميّة، وغيرهما. والجدير بالذكر أن كلّ نوع من أنواع الصرع هو مرض قائم بذاته، ولا يمكن التعميم بأن كل الحالات متشابهة كما هو شائع بين أفراد المجتمع، حسبما يصرّح عضو "الهيئة اللبنانية لمكافحة داء الصرع" والاختصاصي في طب الأعصاب والدماغ عند الأطفال الدكتور ماهر لمع. العلاجات منذ السبعينيات ولغاية اليوم، ظهرت في الأسواق مجموعة من الأدوية المعالجة لداء الصرع، حتى وصل عددها اليوم إلى ما يفوق 15 عقاراً، ما يسمح للأطباء بالسيطرة على النوبات في 80% من الحالات بشكل عام، والتخفيف من عوارض المرض السلبية. وشهد هذا المؤتمر على إطلاق عقار "لاكوساميد" Lacosamide، والمتوفر على شكل حبوب، ومحلول للشرب، وحقن، كعلاج مرافق لداء النوبات الجزئية لدى مرضى الصرع، الذين تفوق أعمارهم الستة عشر سنة. ويقول البروفسور في طب الدماغ والأعصاب ومدير البرنامج الشامل للصرع في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، أحمد بيضون أن "حوالي ثلث المرضى الذين يعانون من النوبات الجزئية لا يستجيبون إلى مضادات الاختلاجات المتوفرة، ما يجعل من عقار "لاكوساميد" درعاً إضافية في "الترسانة"، التي يستخدمها الأطباء في علاجهم للصرع. وهو عقار يتمتع بآلية عمل فريدة آمنة وفعالة لعلاج النوبات الجزئية". وقد حصل هذا العقار على موافقة "إدارة الغذاء والدواء" في الولايات المتحدة الأميركية في سبتمبر (أيلول) الفائت كعلاج أحادي للنوبات الجزئية لمن تتخطى أعمارهم الستة عشر عاماً، كما تفيد المديرة الطبية لشركة NewBridge للأدوية الدكتورة سناء المرابطي.