من النادر أن تجد شخصاً في مجتمعنا لا يرى في نفسه القدرة على الإدارة، بمعنى أن يكون مديراً من أصغر إدارة إلى أكبرها. هناك قناعة عامة لدى الكثير بإلامكانية والقدرة وربما الأحقية في موقع المدير، وإذا ما كان لدى الشخص شهادة في أي تخصص - حتى ولو كان بعيداً عن الإدارة - فهو أكثر ثقة في قدراته لذلك الموقع، أما إذا كانت شهادة دكتوراه من أي نوع فهو يجدها أحقية له 100 في المئة! بل وتلمس أحياناً من حديثه أنها من الحقوق المسلوبة! ومربط الفرس أن هذه الفئة المتكاثرة لا ترى في جانب موقع الإدارة - كبر أو صغر - سوى جانب السلطة، وهي تعني في ما تعني حزمة من المميزات والموارد المتاحة تحت الطلب عند الرغبة، تضاف إليها كثرة المريدين وهدايا تأتي بأكثر من طريقة، ولا يمكن لها أن تأتي حين يمكث الإنسان في بيته، إنها تضل الطريق حينذاك. وفي الوظيفة الحكومية مهما صغر شأنها تراتبياً، كثير من السلطة، من إمكانية التعطيل و«التتويه» إلى التسهيل، مراقب صغير قد يحول حلماً إلى كابوس! وموظف آخر يعطل حقوقاً. وأعتقد أن من أسباب الحرص على الوظيفة الحكومية - إضافة إلى شعور بالاستقرار - شعور بالقوة والمكانة، حتى في القطاع الخاص لمسمى الوظيفة قيمة، ولو لم تكن له قيمة داخل المكاتب. وبعض أصحاب الأعمال ومديرين يطمعون الموظفين بالمسميات، فتجد أكثر من مدير ومساعد مدير ومساعد مساعد لشؤون المساعدة. في كل هذا لا يفكر الواحد من هذه الشريحة المتكاثرة في نتائج العمل باستثناء ما حصل عليه وما كان هو سبباً لحصول آخرين ممن «يعزون» عليه، بخاصة أن لا تقويم يحدث لما أنتج لتحقيق الأهداف الأساسية للمنشأة. www.asuwayed.com asuwayed@