روى زميل لنا الآتي: ذهبت بعد ظهر أحد أيام الأسبوع الماضي إلى استشارة طبيب عظام في مستشفى كرومويل، وفيما أنا جالس في صالة الانتظار العامة، دخل رجل وزوجته وبناته وجلسوا قربي. كانت إحدى البنات تحتضن والدها باستمرار وتخاطبه بعطف. ومن ثم توقف شاب خليجي أمام الرجل النحيل، ذي النظارات الطبية، وقال له بمحبة وبساطة: أنا أشاهد كل أعمالك منذ كنت طفلا. ورد الرجل الذي بدا متعبا قليلا: «الله يخليك». «من صوته عرفت أنه نور الشريف. ومن ثم جاءت عائلة خليجية تدفع سيدة على كرسي متحرك. وقالت السيدة على الكرسي المتحرك: تسمح ابني ياخد لنا صورة؟ طبعا، قال نور. ثم أشار إلى بناته وعرَّف بهن. وبعد ذلك قال للسيدة على الكرسي المتحرك: ودي بوسي. حضرتك ما تعرفيش بوسي مراتي. فقالت إنها تعرفها، لكنها الآن مسرورة بلقاء «الحاج متولي». ثم مضت العائلة وهي تتمنى العافية لنور. «شعرت أنه يجب علي أن أقول شيئا ما. فقلت من مقعدي إلى جانبه: سلامة قلبك أستاذ نور. آسف، لم أعرفك عندما دخلت. قال، الله يسلمك يا افندم. بتحصل كثير الأيام دي. لازم بقا أنا تغيرت. قلت له: وأنا نظري ضعف برضو. وبدا «الحاج متولي» متعبا. ثم جاء شابان من الخليج وطلبا صورة معه، فالتفت نحو ابنته الكبرى وقال لها أن تلتقط الصورة. «وكان متعبا. وخطر لي أن أقول للمعجبين الذين اكتشفوا وجوده أن يتركوه. فالرجل في مستشفى، لا في حديقة ولا في مسرح. لكنني وجدته متعبا وسعيدا معا. وكانت بوسي إلى جانبه بثياب بسيطة، فلم ينتبه إلى وجودها المحبون، لذلك، كان يقول للجميع، ودي بوسي. مراتي بوسي. وبدت ابنته الكبرى منتعشة بتكاثر المعجبين. سوف يرفعون معنويات باباها». «حان موعدي مع طبيب العظام قبل موعد نور الشريف مع طبيبه. ولست أدري أي نوع الاستشاريين كان ينتظر. وعندما خرجت، لم تكن عائلة الشريف الصغيرة هناك. ولا البِتّ الكبيرة الغامرة باباها مثل ألف قلب. وكانت صالة الانتظار قد بدأت تفرغ مع نهاية النهار والمواعيد المتأخرة. وبدا كل شيء مثل فيلم ليس بطلاه نور الشريف أو بوسي أو البِتّ الكبيرة حبيبة باباها. فأفلام نور وبوسي مرحة وسعيدة وبلا هموم». هكذا روى الزميل الراوي. ونحن سامعوه دعونا بصوت عالٍ، وفي قلوبنا، بالسلامة للحاج متولي. تليق بك العافية والفرح يا حاج