يبلغ عدد مشتركي خدمة "إنستغرام" لمشاركة الصور أكثر من مائتي مليون، يستخدمه نحو نصفهم بشكل يومي لنشر ألف تعليق في الثانية وإضافة 1.6 مليار إعجاب يوميا. لكن هذا التطبيق الذي بدأ كوسيلة لمشاركة الصور أخذ يتحول بالنسبة لمستخدميه إلى وسيلة لجني الأموال. إن نجاح إنستغرام وانتشاره الكبير جعل الشركات والعلامات التجارية تلجأ إليه لإيصال إعلاناتها إلى جمهور واسع من المستخدمين، وتدفع في سبيل ذلك مبالغ ليست بالقليلة. واستغل هواة التصوير من المستخدمين مهارتهم في استقطاب آلاف المتابعين واستثمار هذه المسألة لتحقيق عائد مادي. وخير مثال على ذلك الأميركية ليز إزوين (25 عاما) التي انضمت إلى إنستغرام عام 2010 ويضم حسابها نحو 1.2 مليون متابع، بفضل الصور العديدة المميزة التي تنشرها على حسابها. ومع بداية انطلاقتها، اهتمت إزوِين بنشر صور لمدينة نيويورك، لكنها تنشر الآن صورا ترويجية لعلامات تجارية ولمناطق مختلفة حول العالم، وتطلب على كل إعجاب تحصل عليه صورها مبلغاً قدره دولارا أميركيا، وقد حظيت إحدى صورها بأكثر من 23 ألف إعجاب. وتعقيبا على تحول إنستغرام إلى مصدرٍ لرزقها، أشارت إزوِين إلى إنها تستمتع بفضل إنستغرام بالتجوال حول العالم، حيث انتهت مؤخرا من مشروع كانت تعمل عليه في تشيلي، كما عملت لصالح شركة سياحية في ناميبيا، وأنجزت خلال الشهور الأخيرة مهمات في تركيا وشنغهاي ودبي، وقالت "كم هو رائع أن تُسافر حول العالم ويقوم أحدهم بتغطية النفقات والدفع لك لمجرد قيامك بأمرٍ تعشقه، هو التقاط الصور". كما يعتبر برايان ديفيو من أوائل الذين بدؤوا في استخدام إنستغرام لجني الأرباح، حيث انضم إلى الخدمة دون أن تكون لديه أي خبرة في التصوير، لكن حسابه حقق بعض الشهرة لدرجة أنه دُعي في عام 2011 لحضور حفل موسيقي في مدينة نيويورك مجانا مقابل نشره صور الحفل على حسابه، وأدى ذلك إلى تصاعد شهرته وتلقيه دعوة أخرى لتوثيق سباق فولفو للمحيطات في أبو ظبي إلى جوار المصور أنتوني دانيللي. وفيما بعد، أسس ديفيو شركة الإعلام الاجتماعي "ذي موبايل ميديا لاب"، التي روج من خلالها للعديد من العلامات التجارية الشهيرة، عبر العمل كوسيط بين مصوري إنستغرام والشركات التجارية. " نشر الصور على إنستاغرام أصبح عملا يوميا لبعض المصورين الذين باتوا يجنون مئات الآلاف من الدولارات سنويا، فصار النشر على إنستاغرام مهنة " مهنة المشاركة ويوضح مؤسس وكالة الإعلام الاجتماعي الأميركية لوندري سيرفس، جاسون ستاين، بأن مستخدمي إنستغرام يشعرون بارتباط كبير مع محتوى الخدمة المجانية، وهو أمر شجع الشركات على الاعتقاد بأن صورة واحدة يتم نشرها على حساب يضم أكثر من مائة ألف متابع من شأنها أن تحقق تأثيرا يفوق ما تحقق الحملات الإعلانية التقليدية. ويضيف ستاين بأن نشر الصور على إنستغرام أصبح مهنة وعملا يوميا لبعض المصورين الذين باتوا يجنون مئات الآلاف من الدولارات سنويا، وأصبح الإعلام الاجتماعي أشد تأثيرا من الإعلام التقليدي، على حد قوله. ويحصل بعض المصورين على مقابل مادي مرتبط بعدد الإعجابات التي تجنيها صورهم، في حين يتقاضى بعضهم الآخر مبلغا ثابتاً يتراوح بين 250-4000 دولار أميركي لقاء كل صورة، حيث يجني بعض المصورين الذين لديهم أكثر من مائة ألف متابع مبالغ تتراوح من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف دولار أميركي شهريا، وفق ديفيو. ويعتقد محللون أن الترويج الدعائي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يزال في أول الطريق، فقبل عدة سنوات لم يخطر ببال أحد أن تستخدم هذه الوسائل للتأثير على خيارات المستخدمين، واليوم تستغل للترويج التجاري بعدما أثبتت تأثيرها الكبير بشكل يفوق الوسائل التقليدية على غرار الإعلامين المتلفز والمسموع.