تظل الفترة التالية لهطول الأمطار هي المحك الحقيقي لاختبار المشاريع المنفذة من طرق وأرصفة وخلافه، إذ أن هطول المياه بكميات كبيرة يضع المشاريع في اختبار صلاحية، هل تحملت الظروف الجوية أم أنها تعرضت للتدمير بفعل هذه الزخات، ما يشير إلى رداءة تنفيذها وتدني مستوى المواد المستخدمة فيها، وتأتي شوارع المدينة المنورة في مقدمة المشاريع التي تحتاج إلى متابعة ورقابة بشكل مباشر من قبل البلديات لصيانتها في حال تعرضها لهبوطات بشكل سريع للحيلولة دون إعاقة سالكي الطرق وعابريها من المشاة والمركبات. ويشكو عدد من أهالي المدينة المنورة من عابري الطريق من معاناتهم مع الهبوطات الإسفلتية التي تحدث في عدد من الطرق ومنها على سبيل المثال لا الحصر، شارع السلام أحد أكثر الشوارع الحيوية والرئيسية بالمدينة المنورة وذلك نظرا لكثرة سالكيه ولارتباطه بعدد من الدوائر الحكومية مثل جامعة طيبة والجامعة الإسلامية وغيرها، حيث جاءت بسبب عدم الصيانة المستمرة للطرق ورغم شكاواهم المستمرة إلا أنها لا تجد تجاوبا ملموسا وسريعا لحل المشكلة وإنجاز أعمال الصيانة بشكل عاجل. يقول سالم الجهني: تشكل الهبوطات في شارع السلام خطرا على عابري الطريق إذ أنها قد تعرض قائد المركبة لفقد السيطرة عليها، أو ربما قد تعرض من بداخل المركبة للإصابة نتيجة ذلك، ما يوقع حوادث مميتة، كما تتسبب هذه الهبوطات في الأعطال المتكررة للمركبة، ما يضطر قائدها لمراجعة الورش لصيانتها أكثر من مرة ما يثقل كاهله بتكاليف باهظة لا قبل له بها، في وقت لا تتحمل أي من الجهات المعنية مسؤولية ذلك، وربما لا تعلم بما يتحمله المواطن من مشاق نتيجة غياب فرق الرقابة عن الشوارع، بالإضافة إلى تباطؤ الصيانة الدورية لهذه الشوارع. ولا تقف مشكلة الطريق إلى هذا الحد -والحديث ما زال للجهني- فأحد أبرز ظواهر هذه الإشكالية يتمثل في وجود عدد من البيارات المرتفعة أو المنخفضة عن منسوب أرضية الشارع الإسفلت وهو أمر بالغ الخطورة يتسبب بتعريض سالكي الطريق للخطر الدائم. يشاركه الرأي وسيم الحربي مضيفا: أستخدم طريق السلام يوميا كوني أدرس بجامعة طيبة، وأرى أن المشكلة تكمن في مقاولي الشركات الذين يستخدمون مواد رديئة في تنفيذ المشروعات ما يعرضها للتلف بشكل أسرع من المعتاد، كما أنها تفتقد لقدرة تحمل الظروف البيئية والمناخية، ما يحدث هبوطات إسفلتية تعرض الجميع للخطر، مناشدا الجهات المسؤولة في الأمانة بتشديد الرقابة على المقاولين للتأكد من جودة المواد، مشددا على ضرورة أن تكون الصيانة دورية وعاجلة في الشوارع الرئيسية التي تعد شرايين حركة المدينة المنورة، مقترحا أن تكون الصيانة في ساعات الليل المتأخرة تجنبا لتعطل حركة السير وتجنبا لوقوع حوادث لا سمح الله. من جانبه، أوضح المتحدث باسم أمانة المدينة المنورة المهندس يحيى سيف أن وحدة صيانة الطرق والأنفاق والجسور بالأمانة تقوم من خلال عربات ليزرية بالكشف عن الشوارع بشكل دوري إضافة إلى ما تقوم به البلديات الفرعية من واجباتها عبر الميزانية المعتمدة سنويا بصيانة الطرق من الهبوطات وغيرها فيما تستقبل الأمانة شكاوى وملاحظات المواطنين عبر عدد من وسائل التواصل لتلافيها وحلها.