×
محافظة المدينة المنورة

مصرع معلمة وإصابة 5 أخريات في حادث مروري على طريق (المدينة – تبوك)

صورة الخبر

قبل شهرين أو أكثر، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه شبان حبسوا ثعلبا وأحرقوه بالنار، وقد أثار هذا الفيديو المؤسف استياء بالغا على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لوحشيته وخلوه من الرحمة وعبثيته، وقد جاء التفاعل سريعا، وتم القبض على المتورطين في هذه الحادثة، وهم أربعة أشخاص في عسير، وقبل يومين أصدرت المحكمة العامة في سراة عبيدة حكمها بسجنهم 70 يوما وجلدهم تعزيرا 118 جلدة ــ بحسب ما نشر في وسائل الإعلام. ولو تأملنا قليلا في العقوبة الموجهة لهؤلاء الشباب لوجدنا لها وجهين، وجه حسن ووجه لا أظنه حسنا، الوجه الحسن أن حماية الحيوانات من أذى العابثين من صميم ديننا ومن صميم شريعتنا، ومثل هذه العقوبات تضع حدا قانونيا حاسما لهذه الفيديوهات التي أساءت لصورتنا في أرجاء مختلفة في هذا العالم، ولكن الوجه الذي لا أظنه حسنا هو عقوبة الجلد التعزيرية التي كان يمكن أن تكون غرامة مالية كبيرة وعقوبة بديلة في أحد أوجه خدمة المجتمع أو حتى خدمة الحيوانات وحمايتها من الانقراض.. ثمة تشكيلة متنوعة من العقوبات التي يستحقها هؤلاء الشباب لسلوكهم الوحشي في حرق الثعلب، لا أظن أن أفضلها هو الجلد!. ** منذ زمن بعيد، قال أمير الشعراء أحمد شوقي: (برز الثعلب يوما.. في ثياب الواعظينا)، واليوم ذهب زمان أحمد شوقي، وذهبت كل أزمنة الشعراء الذين جاؤوا من بعده، وما زال الثعلب يخرج في ثياب الواعظين يسب المكر والخداع ويدعو الناس للخير، ورغم حيلته المكشوفة، إلا أن كثيرا من الناس تنطلي عليهم حيلته وتخدعهم مظاهر التدين لفترة من الزمن، قبل أن يصطدموا في لحظة ما بالحقيقة المرة التي جاءت في ختام قصيدة شوقي: (مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا)!. ** في أحيان كثيرة، لا يتنكر الثعلب بثياب الإنسان كما حدث في قصية شوقي، بل يحدث العكس، حيث يتنكر البشر بنظرات الثعالب الماكرة، يمكنك أن تشاهد ذلك في نشرات الأخبار حين تحط الطائرات في عواصم العالم ويتبادل قادة دول العالم الأحاديث الودية الباسمة، حشد هائل من أرواح الثعالب الماكرة تطوف في أرجاء المكان!. نقلا عن عكاظ