×
محافظة المنطقة الشرقية

حضانة الدمام الاجتماعية تستضيف سيارة «الماموجرام» للكشف المبكر عن سرطان الثدي

صورة الخبر

1 الدولة هي الدولة السعودية والدعوة هي دعوة التوحيد، دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وموقف أئمة الدعوة من الأسماء التي الحقت بها وموقف الدولة كلاهما واضح. يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله-إن اسم الوهابية ليس تهمة، فمعناه المرتبط بالتوحيد ونبذ البدع هو الحقيقة التي يتقنع بها الاسم. ويقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز-في أكثر من مناسبة-لا نتبنى اسم الوهابية ولا يجدر بنا. الموقف إذن، شكرا، لكن لا شكرا. شكرا للاسم، لكن لا شكرا، فنحن لا ندعيه ولا نتبناه. ويشيع في الآونة الأخيرة اسم السلفية الذي يطرح على عدة مستويات، منها المستوى العلمي المعرفي، والمستوى السياسي. وهذا الطرح المتعدد أحاط المسمى وحقيقته بضبابية ما. وعندما يلغ كاتب في إناء المصطلح تتضح المشكلة. لذلك نتبين حكمة النأي بالدعوة عن شَرَك المصطلح، وإبقاء المعنى ما أمكن مجردا من الأسماء التي ترعف بها الأقلام. والدولة عبر عصورها الثلاثة ظلت تمسك وردة الدعوة وبارودتها، مدافعة عن عقيدتها، مدافعة عن حرية الإنسان المستودعة في معنى (لا إله إلا الله)، التي نالت فضل الدفاع عن هذه العقيدة لتكون الجزيرة العربية منطلق أول حركة تصحيحية حديثة لا يعرف مداها حتى اليوم. والمناداة بالتراجع عن هذه الدعوة نكسة نتيجة هزيمة نفسية في غاية الحدة. حيث نجد من كَتَبه اليوم من يدعو إلى أن نسل أجسادنا من ماء التجربة ونرمي أنفسنا على الساحل مثل حيتان البحر. لا شك أن من تقيد عنقه لن يقدر الفكاك من قيده مهما خلع خواتمه وتيجانه ودروعه وما جد وما خلَق من ثيابه، سيبقى القيد الذي يلتف حول عنقه كالثعبان، مهما خلع منها واحدا تلو الآخر. عندها سيكون قيده هويته. 2 تفتر الدولة للدعوة وردة وبارودة. وفي بلدي من لا يعرف إذا أعطيته وردة الدعوة كيف يشبكها في جيبه كأي سائح متحضر أو مقيم مرموق من الطبقة المتوسطة، فإما أن يمضعها مثل سائق حافلة، وإما أن يدوسها كبغلة حرون، وإما أن يأكلها كأي ماعز جبلي في سروات الحجاز. وفي بلدي من إذا أعطيته بارودة الدعوة أطلق بها على بائع البواريد نفسه وهو يفتح رسالة جديدة من صديق قديم، وربما أطلق البارودة على الوردة وحاملها وهو في خلوته وحيدا يقرأ سورة الرحمن في المحراب. 3 على كل دولة أن تحفظ دعوتها من الوقوع ضحية سطو مسلح من ملثمين، أو أن تقع في يدي حائك رديء يحاول أن يشغل قماشة الدولة/الدعوة بالرقع الفكرية الإيدولوجية والفلسفات السفسطائية والخطب الديماغوجية. لابد لكل دولة أن تحفظ هويتها وهي تقيم على خط التماس الذي تلتقي فيه الأسطورة والواقع، وأن تقف على الحد الفاصل بين الكلمة والرصاصة، تحمي فكرتها من كل من يريد أن يهرطق من داخل أسوارها أو خارجها، وتحيط سيرتها المعطرة بسياج بسيط يمنع من أن يدس أحد المتطفلين والمخبولين خنفسانة أنفه بين أعطافها. 4 لا بأس للنقد أن يكون مقصا طويلا يقلم الغصون والأوراق، لكن ليس له أن يكون جرافة تقتلع الأشجار والقرى من جذورها. ففي زمن سقوط الدول العربية كحبات البلوط على رؤوس العرب العاطلين على أرصفة المقاهي، وفي زمن الديموقراطيات المعلبة التي تصدر إلى شعوب لا تقرأ قائمة المكونات أو تاريخ الصلاحية، لم يعد يعرف الجنائني الفرق الجوهري بين الجذور والغصون، ولم يعد يعرف المسافر الفرق بين نقطة الوصول ونقطة الرجوع، ولم يعد يعرف المفكر الفرق بين خفقة الحياة في العروق وهدأة الموت في العيون. 5 نحن أمة ترجم أئمتها ومفكريها منذ أبي حنيفة النعمان إلى ابن رشد، وما زالت تطارد أفكارهم بالكلاب البوليسية والأقلام المأجورة. وحين يطالب أحد بشنق فكرة على بوابة المدينة مع القناديل الخضراء، سيجد من يتبرع له بالحبل ومن يعقد له الأنشوطة. وحين يدعي أحد أن السماء واسعة ومرتفعة أكثر من اللازم ستجد دائما من يقدم خدماته ليسقف السماء ويطرد السحاب. لكن على الكلمة أن تقف في وجه الهزيمة، وعلى الحرية أن تتمرد على القضبان، وعلى الكتابة أن تقول: لا!