تحول العديد من المتقاعدين من القطاع العسكري ومن التعليم الى العمل في نشاط النقل المدرسي والجامعي بمنطقة جازان، وعزز ذلك توسع القبول في جامعة جازان للطالبات خلال الإعوام الثلاثة الماضية، وتعين عدد كبير من المعلمات في العامين الماضيين، والكثير منهن في مواقع جبلية أو نائية تبعد عن المحافظات الرئيسة والمدن التي تتوفر بها مختلف الخدمات والشقق السكنية. واعتبر العديد من المتقاعدين أن هذا المجال قد فتح لهم باب رزق، وخصوصاً في ظل تزايد الغلاء لمختلف الاحتياجات الحياتية واليومية، وفي الوقت نفسه اشغل جزء كبير من يومهم، إلا أن العمل يحتاج الى جهد ومثابرة ودقة في المواعيد، ومواجهة أوقات الزحام عند التوجه لجامعة جازان على وجه الخصوص. وتعود مشاوير النقل المدرسي للمعلمات بمحصول افضل للسائقين لقدرة المعلمات على الدفع مباشرة من الراتب مع نهاية الشهر الهجري، وأيضاً في ظل توجه اغلبهم لمشاوير بعيدة يصل بعضها الى 1500 ريال شهرياً للمعلمة الواحدة للمواقع البعيدة جداً، مثل جبال الريث والدائر وهروب وفيفا، فهي تبعد عن مدينة صبيا الواقعة في وسط منطقة جازان بمسافات تترواح مابين 80 الى 150 كم، وبعضها مواقع وعرة ويكون الوصول لها صعباً، ويحتاج لوقت يصل الى 3 ساعات في الذهاب ومثلها في العودة، وكذلك لخبرة في قيادة السيارات، ولا يناسب لها إلا سيارات الدفع الرباعي، وفي نفس الوقت تحتاج لصيانة دائمة بسب تأثير سوء الطرق عليها، ومتوسط الذهاب للمواقع الجبلية في حدود 1000 ريال شهريا لكل معلمة. وبالنسبة للطالبات يكون العائد اقل لقرب المسافات، ويغطي اصحاب المركبات ذلك بزيادة عدد الطالبات، ليكون العائد مجزياً، ولذلك اغلب السيارات هي "الباصات" الصغيرة والتي لا يقل ركبها عن 12 راكباً. وينافس العديد من الذين تركوا اعمالهم الحكومية أو القطاع الخاص المتقاعدين، وهناك من يشتري سيارات عائلية بالأقساط للعمل عليها في النقل المدرسي والجامعي، ويعتقد البعض أن مثل هذا العمل حر، وليس فيه ارتباط مقارنة بالوظائف، والأهم أن العائد منه افضل من الوظائف البسيطة التي تقل روابتها عن 4 آلاف شهرياً ولا تكفي لمواجهة اعباء الحياة اليومية لمن يعيل اسرة ولديه التزامات متعددة.