عادت عجلة الدوري السعودي من جديد، وعادت سيطرة الأندية وصراعاتها والمنافسة المحتدمة على المشهد، فيما سينسى السعوديون منتخبهم الوطني سريعاً وكأنه لم يفشل في تحقيق بطولة استضافها على أرضه وبين جماهيره، هذا المنتخب الذي أفرحنا في الثمانينات الميلادية وتزعم القارة الآسيوية سنوات طويلة، وبلغ مونديال كأس العالم أربع مرات متتالية يفقد اليوم القدرة على استعادة الهيبة خليجياً، والمؤشرات غير مبشرة بالخير فيما سيقدمه في المعترك الآسيوي يناير المقبل. توقف الدوري السعودي وكل البطولات الخليجية قبل انطلاق خليجي 22 لكن الأندية السعودية ظلت حاضرة أثناءها وبعدها في البرامج الرياضية ومواقع التواصل؛ التعصب للأندية تجاوز الحدود وأثر سلباً على الجماهير التي اكتفت بالحديث عن لاعبيها والمطالبة بإشراك من غاب منهم، وتجيير ما يتحقق للمنتخب للاعبين معينين؛ فيما كان منظر المدرجات الخالية في حفل افتتاح البطولة ومباريات الأدوار التمهيدية مثيراً كاشفاً عن انعكاس ما يحدث في وسائل الإعلام على المشجع العادي. تابعت الدقائق الأولى لبرنامج رياضي يومي خاص بخليجي 22؛ لم يكد المقدم يكمل سؤاله حتى حوّل أحد الضيوف دفة الحديث لمشاكل الأندية السعودية بطريقة توحي بأن البطولة لا تستحق منحها كل الوقت، وأن المنتخب ليس الأهم، وأن النصر والهلال والاتحاد والأهلي يجب أن لا تأخذ إجازة بفرض الحديث عنها في كل زمان ومكان!!. من يعلق الجرس وقد بلغ التعصب حداً يعلن فيه صحفي تمنيه خسارة فريق سعودي من أجنبي؟!، وآخر يلبس شعار الناقد المحايد في مباراة آسيوية طرفها فريق سعودي قبل عامين، ثم جرد منافسي ناديه من الوطنية حين تواجد فريقه في نهائي البطولة ذاتها هذا الموسم. لا ندري على من يقع اللوم مادامت البرامج الرياضية في الداخل والخارج تشرع أبوابها لمحللين ارتدوا لباس المشجعين، وطالما أن وزير الإعلام السابق يمنح سبقاً إعلاميا لبرنامج يدعم التعصب بحلوله ضيفاً نهاية الموسم الرياضي الماضي!! منتخبنا ضحية .. المتابع للمنتخبات الخليجية التي شاركت لا يخالجه شك في أن "الأخضر" يملك أفضل المواهب التي ارتدت الشعار، وأخرى لم تتم الاستفادة من إمكانياتها، وهذه المواهب كانت تستحق أن يشرف على قيادتها جهاز فني كفؤ، ويدعمها جماهير كبيرة عرفت بوقفاتها التاريخية مع "الأخضر". خرج المنتخب بخسارة مريرة ولم يكلف الاتحاد السعودي لكرة القدم نفسه حتى اللحظة تقديم اعتذار للجماهير الرياضية، وتبرير الحضور الضعيف، أو حتى الكشف عن مستقبل الجهاز الفني الذي ظل محل انتقاد معظم المحللين الفنيين. أي حلول عاجلة تنتظر المنتخب السعودي لضمان حضور فاعل في كأس أمم آسيا؟!. وإذا كان مسؤول في المنتخب ذكر أن لوبيز مستمر فاز "الأخضر" بالبطولة أو لم يفز فإن ذلك أن القرار لم يكن متخذاً عن قناعة فنية؛ بقدر ما هو تأخير لإعلان كبش الفدا بعد البطولة الآسيوية بدلاً من البحث عن حمّالِ جديد للأسية!!.