مراكش : مصطفى قطبي اختتمت مساء الجمعة الماضي بمراكش، الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، وذلك بعد ثلاثة أيام حافلة بالنقاشات حول سبل تعزيز الابتكار وريادة الأعمال. وناقشت القمة سبل تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتوجت الجلسة الختامية تحت رعاية الملك محمد السادس بتوقيع تسع اتفاقيات بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومجموعة من المقاولات الصغرى والمتوسطة وكبريات المؤسسات البنكية المغربية والمقاولات الناشئة في المغرب لتعزيز الشراكة بين الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهدف مواكبة تطورها من خلال ضمان تمكينها من مصادر التمويل. كما شهدت القمة المنظمة بشكل مشترك بين المغرب والولايات المتحدة والمقامة لأول مرة في إفريقيا أكثر من عشر جلسات عامة والتي شكلت أرضية مثالية لمختلف المتحدثين من أجل تقاسم تجاربهم بمشاركة دولية بلغت 6800 مشارك، 35 في المائة منهم نساء، و40 في المائة منهم أجانب، وحوالي 600 طالب، كما تميزت بمشاركة 194 متحدثا، و405 ممثلين لوسائل الإعلام المغربية والدولية. وبحث المشاركون في هذه القمة موضوع التكنولوجيا باعتبارها تتيح فرصاً هامة وتسهم في تعزيز التعاون وإيجاد رأس المال وتحفيز التنمية البشرية وتسهيل تبادل المعلومات والأفكار. وحازت القمة على أهميتها لتنظيمها لأول مرة في بلد إفريقي، واستعرضت الأفكار المبتكرة لنساء ورجال الأعمال ودبلوماسيين وشخصيات رسمية وحاملي مشاريع وخبراء في مجال المقاولة وممثلي صناديق الاستثمار ومؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية وأساتذة جامعيين ومحللين مرموقين. وأثمرت الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال نتائج عديدة من مختلف أصحاب الأعمال المبتكرين الذين ناقشوا في الجلسات العامة والعديد وحلقات العمل وتوالى على تأطيرها مسؤولون من خمسين بلدا، ومتحدثون ناقشوا مواضيع مكثفة ومتنوعة تتعلق بروح الابتكار والجرأة التي يتعين أن يتحلى بها كل صاحب عمل حديث العهد بعالم ريادة الأعمال. وفي تعليقها على الاستراتيجية الإفريقية للمغرب والمتمثلة أساساً في إقامة شراكة مربحة للطرفين مع بلدان القارة الإفريقية، أكدت بريتزكر كاتبة الدولة الأمريكية في التجارة، أن المغرب والولايات المتحدة يمكنهما بدون أدنى شك العمل سوياً من أجل تعزيز هذه الدينامية بفضل إرادة الملك محمد السادس في جعل المغرب بوابة نحو إفريقيا وكذا الاضطلاع بدور حلقة وصل بين مختلف أنحاء العالم والقارة. وقالت المسؤولة الأمريكية إن ذلك يمثل خطوة هامة بالنسبة للولايات المتحدة حيث نتطلع لتطوير علاقات وثيقة مع البلدان الإفريقية. فإقامة علاقة متميزة مع المغرب تشكل بالتأكيد حافزا للرباط وواشنطن لوضع شراكات موجهة لهذا الغرض. وفي سياق متصل جدد نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التأكيد على عزم الولايات المتحدة الراسخ على تعزيز علاقات الشراكة مع المغرب، وبخاصة في ميدان تشجيع المقاولة والابتكار. وكان بايدن أكد في كلمته خلال الافتتاح الرسمي للقمة العالمية لريادة الأعمال، استعداد بلاده لتقوية شراكتها مع المملكة، مذكراً بأن المغرب كان أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777. ولتأكيد الطابع الملموس لهذه الشراكة، أعلن نائب الرئيس الأمريكي، في كلمته في القمة قرار حكومة بلاده استثمار نحو 50 مليون دولار إضافية في إطار برنامج تحدي الألفية، لدعم استراتيجية المغرب في مجال التكوين المهني، وقال إن مؤسسة تحدي الألفية ستستثمر حوالي 50 مليون دولار لدعم استراتيجية المغرب في مجال التكوين المهني في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، مبرزاً أن هذا المشروع الجديد يهدف إلى تقوية كفاءات الشباب وتمكينهم من الاستجابة لانتظارات سوق الشغل. جدير بالذكر، أنّ أعمال القمة تابعها حوالي 22 مليون شخص عبر الشبكة العنكبوتية في العالم، منهم سبعة ملايين و500 على الفيسبوك، و14 مليونا على تويتر.