تتميّز ولاية "كيرلا" الهندية بإطلالتها الجميلة على المحيط الهندي، وأمطارها الغزيرة، وغاباتها الاستوائية الكثيفة، وجبالها الملتفّة بالأشجار، وقنواتها المائية العجيبة، ومنتجاتها الزراعية الوفيرة مثل الشاي والأرز والموز، وهي تحمل الآن لقب "الولاية المثقّفة" لكثرة مدارسها وجامعاتها، فضلًا عن تاريخها العريق، حيث كانت مقصد التُجّار والمكتشفين الفينيقيين والعرب والرومان!. وفي المملكة جالية هندية كبيرة من كيرلا، ولا أعتقد أنّ هناك جالية أخرى ترتقي مثلها لمستوى التكاتف الاجتماعي فيما بين أفرادها في بلاد الغُرْبة، فمنذ أن يطأ الكيرلاوي أرض المملكة يجد من يستقبله من بني جلدته خير استقبال، ويُعينه على معيشته وسكنه كما لو كانوا أخلّاء وأشقّاء، حتى أنهم يتشاركون في عملهم التجاري دون أنانية، بل إنهم يتشاركون في شراء وسياقة سيارة واحدة، وهذا يعود لإيمانهم بأسطورة باروسوراما، ذلك المحارب الهندي الشجاع في قديم الزمان، الذي شعر بتقصيره مع أهل قريته، وكان يُشتهر برميات رمحه التي تقطع المسافات الطويلة، فعوّضهم برمي رمحه من قمّة جبل ليسقط في البحر البعيد الذي جفّ من قوّة الرمية، وليُضيف إلى كيرلا مساحة شاسعة من الأراضي، هي الآن مساحتها الحالية، ولتزدهر أعمالها التجارية!. يعني لا مؤاخذة.. فيلم هندي.. لكنه رائع، لا لذاته، بل للتكاتف بين أبناء كيرلا عندنا، ممّا أنا معجبٌ به رغم احتكارهم الخبيث لبعض نشاطاتنا التجارية، وأهمّها "البقالات الغذائية"، وسعيهم الدؤوب لإفشال كلّ مواطن يدخل على خطّ تكاتفهم، ويحاول منافستهم تجاريًا، ويتقاطع مع مصالحهم، والقصص عن ذلك كثيرة وعجيبة، لكنّ هذا أمر آخر لا يُقلّل من نجاحهم كجالية بعيدًا عن بلدها بآلاف الأميال!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنها كادت تبكي دمًا ودموعًا عندما قارنت بين التقصير الكبير في دعم بعضنا، أفراد أثرياء وجهات، لشبابنا وشاباتنا الذين يرغبون في العمل التجاري، وبين النموذجية في دعم الكيرلاويين لبعضهم البعض، وحقًا نحتاج لنسخة سعودية من أسطورة باروسوراما، ليس في غربة السعوديين فقط، بل داخل بلدنا، وعاجلًا لا آجلًا، والآن الآن وليس غدًا، فهي أسطورة خير وتعويض من أبناء الوطن الواحد لبعضهم البعض!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain