«حورية وعين»«عنوان ينمّ عن حسّ شاعري بديع يلائم مضمون الفيلم الذي يأخذنا إلى عوالم الخيال الطفولي الممزوج بسحر الواقع وفق رؤية إبداعية مُبتكرة عملت مُخرجتة على تنفيذها بلغة فنية ممتعة بصرياً، وعميقة فكرياً، خلال 15 دقيقة هي مدة الفيلم الذي استحق أن يتوّج بجائزة المركز الأول بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان أبوظبي السينمائي، وجائزة أفضل فيلم دولي بمهرجان NDUiff في بيروت خلال أقل من إسبوعين.. «اليمامة» التقت بمخرجة الفيلم شهد أمين، وطرحت عليها عديداً من التساؤلات كان من بينها سؤال قالت عنه: بأنه لا يُعجبها، ستجدون إجابتها عنه، وعلى بقيّة الأسئلة في ثنايا هذا الحوار: . حصل فيلم «حورية وعين» على جائزتين في أقل من أسبوعين، الأولى: جائزة المركز الأول بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان أبوظبي السينمائي، والثانية: جائزة أفضل فيلم دولي بمهرجان NDUiff في بيروت.. ماذا يعني لكِ هذا المنجز؟ - التكريم لأيّ فنان هو بمثابة الحافز الأكبر لتقديم المزيد من الجهد والفكر والعمل من أجل إنتاج أفلام تليق بذائقة الجمهور. . كم مِنْ الزمن استغرق العمل على إنتاج فيلم حورية وعين؟ - تقريباً من 6 – 7 أشهر. طموح وحماس . حدثينا عن دور «مؤسسة الدوحة للأفلام» في إنتاج فيلم «حورية وعين»، وكم بلغت ميزانية الإنتاج؟ - لا أستطيع التحدث عن الميزانية لأن ذلك من شأن المسؤولين عنها، والحقيقة أنني لم أستفسر منهم عن تفاصيل الميزانية، أمّا مؤسسة الدوحة فقد دعمت الفليم منذ البداية، حيث كان هنالك منحة للمخرجين الخليجيين الشباب يتمّ من خلالها اختيار أفضل ثلاثة نصوص تتقدم من مُختلف أنحاء الخليج العربي لنيل المنحة، وقد تمّ ترشيح «حورية وعين» كأحد أفضل ثلاتة نصوص مُتقدمة ليتمّ تصويره، وبالفعل اتجهت إلى الدوحة مباشرة وبدأنا العمل على تطوير النص وإنتاج الفيلم. . ذكرتِ بعد فوزك بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أبوظبي السينمائي أن الجوائز لم تكن طموحك.. فما طموح شهد أمين الذي تسعى لتحقيقه؟ - بصراحة أنا مُتحمسة حالياً لعمل فيلم روائي طويل، وسيحمل اسم «حراشيف» وهو مأخوذ من نص «حورية وعين»، وقد وضعت في ذهني منذ بداية كتابتي للعمل كفيلم قصير تحويله لفيلم طويل، وكنت أتمنى أن ينال «حورية وعين» عند عرضه إعجاب ورضا ومحبّة الناس، وقد تحققت أمنيتي - ولله الحمد -، وهذا النجاح سيساعدنا في توفير الدعم المطلوب لإنتاج فيلم روائي طويل، وهنا أحب أن أشير إلى أنني لن أتوقف عند فيلم واحد أو فكرة واحدة، فلدي الآن أربعة نصوص أخرى سأعمل في السنوات القادمة على تحويها إلى أفلام طويلة تدعم نشر الأمل والخير، وتسهم في تسليط الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية، وتحفيز الناس للأفضل دائماً إن شاء الله. المهمّشين اجتماعياً . فكرة تحويل «حورية وعين» من فيلم قصير إلى فيلم طويل.. هل تتوقعين لها النجاح أم أنها مجرد استثمار لنجاحه كفيلم قصير؟ - لا، أبداً ليس استثماراً لنجاحه كفيلم قصير، فكما ذكرت لك بأنني وضعت في ذهني منذ بداية كتابتي للعمل كفيلم قصير فكرة تحويله لفيلم طويل، لأن هناك مواضيع كثيرة لم أتطرّق إليها من خلال النص القصير، لأن وقت الفليم القصير لم يسمح بذلك، بالإضافة إلى أن النص الطويل لن يكون نسخة طبق الأصل للنص القصير، فالفكرة الأساسية سيتم تناولها بشكل أكبر وستكون لدينا مساحة نستطيع من خلالها التطرّق للكثير من الموضوعات التي لم يسمح لنا وقت الفيلم القصير بطرحها. . ذكرتِ - أيضاً - بأنكِ تميلين للتحدث عن الطفولة والنساء والمهمشين اجتماعياً من خلال أعمالك.. لماذا اخترتِ هذه الفئات بالذات؟ - من خلال معايشتي لواقع المجتمع السعودي أعتقد بأن لدينا تهميشاً لدور المرأة، وتهميشاً للطفولة بشكل عام، وأرى حالياً بأن لدينا فرصاً يمكن لنا من خلالها أن نتطوّر بالطريقة التي تمكننا من تربية أطفالنا أحسن تربية ليكونوا أفراداً صالحين لدينهم ووطنهم ومجتمعهم. أخبار مُفرحة . جمعية الثقافة والفنون السعودية أعلنت أخيراً أنها تعتزم تطوير صالات العرض السينمائي في 6 من فروعها.. كمخرجة سعودية ماذا يُمثل لكِ هذا الإعلان؟ - ياليت والله، فرحت عند سماعي لهذا الخبر لكنني غير متأكدة من توافر الإمكانات اللازمة للقيام به كما يجب، ولعل الأيام القادمة ستكشف لنا تفاصيل أكثر حول ذلك، وربما تحمل لنا وللجمهور أخباراً مفرحة خاصة أن المجتمع يريد أن تكون لدينا دور سينما يستطيع من خلالها أن يشاهد أفلاماً تمثل بيئتنا وواقعنا برؤية جديدة ومختلفة. . لو عُرض عليك تصوير أغنية بطريقة «الفديو كليب».. هل تقبلين؟ - على حسب مضمونها فإذا أحسست بأن فيها إبداعاً يُميّزها على مستوى العالم العربي، وأعجبتني روح الفنان الذي يغنيّها فالبتأكيد سأقبل. قالب «فنتازي» . شعرت مِنْ خلال مُتابعتي لفيلم «حورية وعين» بأنّه يُحاكي - نوعاً ما - فيلم «وجدة» للمخرجة «هيفاء منصور».. بماذا يتشابه ويختلف فيلم «حورية وعين» عن فيلم «وجدة» برأيك؟ - أرى بأنّه يختلف عن فيلم «وجدة»، صحيح بأن بعض الأفكار متشابهة إلاّ أن فيلم «حورية وعين» من نوعيّه مختلفة، فهو ليس «دراما»، لأنه مستوحى من الخيال الواقعي، فهو يأخذ المشاكل الموجودة لدينا ويضعها في قالب «فنتازي»، وهو مُنتج بطريقة «بصريّة»، حيث إنني لم أستخدم «الحوارات» كثيراً إلاّ إذا احتجت لذلك، ولو لاحظت كانت بداية الفيلم صامتة، وبالنسبة لي لا أحب أن أطرح قضية، بل أطرح الشخصية باعتبارها المحور الأساسي للقصة. . يُقال إن الفن رسالة، فما الرسالة التي تريدين إيصالها للمشاهد من خلال فيلم «حورية وعين»؟ - هذا السؤال من الأسئلة التي لا تعجبني، فأنا أؤمن بأن الفن من أجل الفن، فالفن موجود ليخفف الآلام في دواخلنا بغض النظر عن الرسالة، فهو إلهام ولغة ٌ عالمية، وأفلامي - غالباً - زاخرة باللحظات المؤلمة والملهمة، ومن خلال «حورية وعين» حاولت أن أُلهم المُشاهد بطريقتي الخاصة، وأحببت أن أقول له: «بأن هنالك مَنْ مرَّ بالألم نفسه الذي سبق لك الشعور به يوماً ما»، وفي النهاية تركت له الحريّة كي يستوعب الرسالة من خلال مشاهدته للفيلم، وأعطيت لخياله الحق في أن يستوحي أكثر من رسالة دون أن أفسد عليه مُتعة المشاهدة بفرض رسالة محدّدة.