عاشت منطقة الخليج العربي خلال الأسابيع الماضية عرسا خليجيا من نوع فريد التقى فيه الأشقاء في أكثر من محفل. تنوعت الفعاليات وحضر الجميع بروح تكسوها الوطنية والحرص على الوحدة وتحقيق كل ما فيه مصالح الجميع. نعرف ويعرف الآخرون أن الرياضة ربح وخسارة، فوز وهزيمة ولا بد من أن يكون هناك فائز في النهاية بغض النظر عن من يكون، ولا كيف تمكن من الحصول على التتويج وكأس البطولة. لن أخوض في تحليلات أو معلومات رياضية عن المنتخب السعودي ولا عن المنتخبات الأخرى، ولا كيف خسرنا البطولة ولكن سأقول ماذا كسبنا، وهو الكثير. أكدت المملكة، وعاصمتها الرياض، أنها أرض العرب وموطنهم، واحتضنت العاصمة الجميع برحابة صدر، ولقي المشاركون واللاعبون كل ما يستحقونه من رعاية واهتمام، ولم تظهر على الساحة أية رسائل شكوى يمكن أن ترقى إلى مستوى المساءلة أو التحقيق. امتلأت المدرجات بكل فئات المشجعين، ومن مختلف الدول، وقد لقي الجميع الترحيب ولم يحصل، ولله الحمد، أي تصرفات يمكن أن تُخرج البطولة معها من إطارها التلاحمي الخليجي الوحدوي، فشكرا لكل من ساهم في تحقيق ذلك. نجم بطولة خليجي (22 ) خارج المربع الأخضر، كان الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي قدم للجميع مثالا راقيا في التعامل والمشاركة في الفعاليات. رأيناه يحضر كل مناسبة مهمة لها علاقة بالبطولة ويكرم المشاركين ورموز الرياضة الخليجية عبر تاريخها الطويل، وفوق هذا وذاك رأيناه يبادر بكل تواضع وبدون رسميات ليزور استديوهات القنوات الرياضية المشاركة ويكون ضيفا خفيف الظل عليهم يرحب ويحاور ويبتسم مما أكسبه إعجاب الكثيرين من أبناء الوطن وأبناء الدول الخليجية الأخرى، وأصبح معه علماً بارزاً في وسائل التواصل الاجتماعي وكتب عنه الكثيرون أوساماً (هاشتاقات) حظيت بمتابعات وتعليقات كثيرة في تويتر، فشكرا لك سمو الأمير. أصبحت بطولة خليجي (22) تاريخاً وانتهت أحداثها وعاد الأشقاء القطريون لدوحتهم وهم يحتضنون كأس البطولة، ولكن هذه البطولة ستظل، بدون شك، محطة من المحطات التي جسّدت التلاحم والترابط. جاء آلاف المشجعين الرياضيين من الدول الثماني وعاشوا بين ظهرانينا أياما وليالي وعادوا إلى ديارهم وقد تولّد لديهم الإحساس أنهم كانوا بين أهلهم وذويهم، فشكرا لكم مواطنينا في المملكة، وشكرا لكم ضيوفنا في داركم. قبل خليجي (22) احتضنت الرياض الاجتماع التكميلي لقادة دول مجلس التعاون وحضرت حكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفاقت النتائج كل التوقعات، واليوم نتطلع إلى القمة الخليجية القادمة في دوحة قطر في إطار منظومة متكاملة من اللقاءات وعلى كل المستويات في اتجاه اتحاد خليجي حقيقي يحمل رايته الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ختاما : شكرا لكم أشقاءنا في الخليج. إنه شكر يليق بكل ما نراه ونشاهده على أرض الواقع من صور تلاحم ليس فيها خاسر فكلنا فائزون بإذن الله.