أعلن نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، أن القوات العراقية مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي، «حررت أكثر من 50 في المائة من المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن ضربات التحالف مجدية: «لكنها لا تحرر أرضا»، داعيا العالم للقيام «بعمل مشترك لمكافحة الإرهاب». وجاءت تصريحات المالكي من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت؛ حيث افتتح، أمس، زيارة إلى لبنان، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين، ويبحث معهم الأوضاع الراهنة في المنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق. وكان لافتا في استقباله وجود مسؤولين من حزب الله وحركة أمل، بينهم ممثل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ووزاء ونواب ومسؤولون يمثلون الحزبين الشيعيين في لبنان. وأكد المالكي أن هذه الزيارة تهدف إلى «التواصل مع هذا البلد العزيز»، مشيرا إلى أن لبنان «فيه من التجربة ما يمكن الاستفادة منه، ويهمنا تنمية هذه العلاقة». وأعرب عن أمنيته أن «أوفق وأتمكن من إزاحة العوائق في سبيل تطوير العلاقات، مثل الإرهاب والإرهابيين والظروف التي تعيشها المنطقة، لكي تبدأ صفحة وعلاقة جديدة بين البلدة، أسوة بسياسة العراق الجديدة، التي تقضي بالانفتاح على كل العالم». وأشار المالكي إلى أنه سيتناول قضايا الإرهاب في محادثاته في لبنان، إضافة إلى «حاضره ومخاطره وتحدياته وتطورات العملية الإرهابية في أكثر من منطقة، بحيث أصبحنا نتكلم عن منطقة تعج بالإرهاب، حتى أصبحت الدول غير مستقرة، وربما منفتحة على إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة». وتطرق إلى التطورات الميدانية العراقية؛ إذ أكد «أننا أعدنا أكثر من 50 في المائة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش، ولم يبق إلا الموصل وبعض المناطق»، مشيرا إلى أن «هذه التجربة تستحق الدراسة، وهذا يسبب الصدمة، والجيش والحشد الشعبي ومشاركة القيادة في المواجهة مع (القاعدة) و(داعش)، وهذا ما عبر عن غيرة لدى العراقيين مدعومة بفتوى المرجعية». وأعرب المالكي عن تفاؤله «بأن العراق سيكون مقبرة لـ(داعش)»، لافتا إلى أنه «عندما نفكر بإنهاء (داعش) في العراق، علينا بالتفكير في إنهائه في سوريا، فهما يرتبطان تاريخيا (سوريا والعراق)»، وأضاف: «العالم يجب أن يقوم بعمل مشترك لمكافحة الإرهاب»، كما أشار إلى أن ضربات التحالف الجوية «تنفع، لكنها لا تحرر أرضا»، موضحا أن «من يحرر الأرض هم المجاهدون، من الحشد الشعبي، والمرابطون في الميدان».