في الرياضة.. التعصب نار لها حطب، هناك من يقدح شرارها وهناك من ينفخ فيها وهناك من يكتوى بها، التعصب مصطلح يتم تناقله في وسطنا الرياضي هذه الأيام وبشكل مبتذل وواسع، (تهمة) بات قذفها سهلا على الجميع. التعصب نار تحرق الجماهير، هم حطبها الذي يكتوي بنارها، والقائمون على رياضتنا هم شرارتها ومن ينفخون فيها، والمتمعن في مشهدنا العام يكتشف أن (الظلم المتراكم، والمكاييل المتعددة، والمحاباة الفاضحة) أدوات إشعالها. الحديث عن إعلام يقف خلف تعصب نعيشه هو ذر للرماد في العيون، بل هو قفز على حقيقة ثابتة تقول إن تسخير الرياضة تزلف وطيلة عقود (قوانينها وسراديب قرارها) لرغبة وفرح طبقة مخملية تنتمي لناد بعينه إنما تصدير قهر لبقية. أعطني رياضة يتساوى فيها كل المتنافسين أمام القانون أعطيك نهرا من الماء يطفئ التعصب، أعطني صحفا وبرامج رياضية لا يسيطر عليها ويتحكم بها العابثون من أصحاب (الفخامة والمال) أهبك جبلا من الثلج يخمد كل احتقان. العدل في كل شيء هو الأساس، والالتفاف حوله في زمن المعلومة (الساخنة) في فرن التواصل الاجتماعي لا يتجاوز العبث، فكيف تطلبون من مشجع أن ينبذ التعصب وناديه يصبح على إساءة في صحيفة ويمسي على تقزيم في برنامج؟ التعصب الرياضي الراهن بحاجة إلى دراسة للأسباب، عبارة مضحكة لا تختلف كثيرا عن تشكيل لجنة حينما تكون النية مبيتة لتمييع قضية، فهل تريدون ملفا يحتاج إلى الدراسة فعلا (كيف يتم تجنيد بلد بأكمله من أجل فريق كرة)؟