سرطان البروستات هو السرطان الأكثر انتشاراً بين الرجال في الدول العربية، كما في أوروبا، ويُصيب بشكل خاص من يتجاوزون الخمسين عاماً. وبما أن نوفمبر (كانون الثاني) هو شهر التوعية حول هذا النوع من السرطان، عقد قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، بالتعاون مع قسم المسالك البولية والعلاج الإشعاعي وطب العائلة، وبمشاركة كلية الطب في "جامعة القديس يوسف"، مؤتمراً صحفياً توعوياً حول المرض. "سيدتي نت" واكب المؤتمر وحاور رئيس قسم أمراض الدم والأورام في "أوتيل ديو دو فرانس" والمتحدث الرئيسي في المؤتمر الدكتور جوزيف قطّان، وهو يدعو السيدات إلى دفع أزواجهن إلى الكشف المبكر عن سرطان البروستات، في حال كانت أعمار الأزواج تتجاوز الخمسين. البروستات غدّة تناسلية متمركزة تحت المثانة؛ وعندما تُصاب هذه الغدّة بالسرطان، تُواجه المصاب الأعراض الآتية: - التهاب في البول. - صعوبة في التبوّل، أو كثرة عدد مرّات التبول. - دم في البول. وما تزال الأسباب المسؤولة عن الإصابة بسرطان البروستات غير معروفة، لكن في 5% من الحالات تتجّه أصابه الاتهام نحو الوراثة. توعية ومخاطر... وكان الدكتور جوزيف قطّان شدّد على على أهمية التوعية حول سرطان البروستات، علماً ان الأمر ما يزال مهملاً، فقال: "ليس من السهل كشف سرطان البروستات، لأن عوارضه غير محددة. إنه ورم بطيء وصامت، يجب أن يُؤخذ على محمل الجد". كما تحدّث عن مخاطر هذا السرطان، على الرغم من أنه يتكاثر ببطء، ويحتاج إلى مدة تتراوح ما بين سنتين و3 سنوات، لكي يمتدّ من البروستات إلى أعضاء أخرى من الجسم في 10% من الحالات، وإلى العظام في 90 % من الحالات، مشيراً إلى أن امتداده إلى خارج غشاء البروستات، وبقاءه من دون علاج يمكن أن يؤدي إلى الموت! فحوص مطلوبة للكشف المبكر وعن الطرق المختلفة المتّبعة للكشف المبكر، يشير الدكتور قطّان إلى وجود طريقتين رئيسيتين: _ الفحص السريري لدى الطبيب. _ وفحص الدم PSA (المستضدّ المحدّد للبروستات). ولكن، لإجراء هذين الفحصين، يتطلّب أن يكون الشخص قد تجاوز الخمسين من عمره، أو أنه يشعر بأحد أعراض سرطان البروستات. لكنه، في المقابل، يرى د.قطان أن "فحص PSA، وعلى الرغم من أهميته، دفع بكثيرين إلى اللجوء إليه، قبل بلوغ سنّ الخمسين، ذلك لمعرفة إمكانيّة الإصابة بالسرطان قبل الأوان، مما سيعرّضهم إلى علاجات مبكرة جداً ليسوا بحاجة إليها، لأن المرض يمكن أن يظهر بعد 20 عاماً على سبيل المثال!". ودعا إلى عدم اتباعه كفحص سنوي روتيني، وكوسيلة منهجية للسيطرة على المرض. علاجات... ورداً على سؤال حول علاجات سرطان البروستات المتوفرة اليوم، يوضح د.قطّان وجود علاجات وعقاقير جديدة ملائمة، كانت أثبتت فعاليتها في علاج هذا السرطان. ويقول في هذا الإطار: "عند التشخيص المبكر، أي عندما يكون سرطان البروستات ما يزال محصوراً ضمن البروستات، يمكن للعلاج الموضعي (جراحة الاستئصال أو الأشعة) أن يشفي المريض، ويمنحه حياة مديدة". ويردف قائلاً: "لكن، في حال التشخيص المتأخر، أي عند خروج الخلايا السرطانية من غشاء البروستات إلى الأعضاء المجاورة، يمكن للعلاج من خلال مضادات الهرمونات الذكورية Anti Androgene ، أن يزيل الأعراض ويتحكّم بالمرض لمدة تصل إلى 3 سنوات". ويضيف: "لكن، بعد خروج المرض عن سيطرة الهرمونات، أي بلوغه المرحلة التي كانت تمهل المريض نحو عدة أشهر قبل الوفاة، أصبح يتوفّر نوعان من العلاجات الحديثة: المضادات الهرمونية من الجيل الثاني عبارة عن حبوب فموية يومية تكفل إعادة السيطرة على المرض في 50% من الحالات، والعلاج الكيميائي الذي تبين مؤخراً تمتع نوعين من العقاقير الكيميائية بفوائد عالية في إطالة عمر المريض بمعدّل 3 سنوات إضافية". فحص إلزامي وعن الفحوص الروتينية المطلوبة، يقول د.قطّان: "يجدر بكلّ رجل في الخمسين من عمره أن يبادر إلى زيارة الاختصاصي في المسالك البولية، حتى ولو لم يكن قد ظهر لديه أي عارض من أعراض البروستات، وذلك لإجراء فحص PSA ولمرة واحدة ، مع عدم تكرار هذا الأخير إلا عند ظهور العارض الأول، أو عند الشك بالفحص السريري من قبل الطبيب المعالج".