تقبل صالح الشمراني وأسرته البارحة، العزاء في وفاة زوجته المعلمة سمية بنت أحمد المرضاحي، التي انتقلت إلى رحمة الله في حادث سير أثناء توجهها مع زميلاتها لمقر عملهن في مدرسة الشرع والحفنة في مركز حرة الشرع (شمالي مكة المكرمة 250 كلم)، إذ ووري جثمانها الثرى في مقابر المعلاة، بعد أن أديت الصلاة عليها في المسجد الحرام البارحة الأولى. وكان عدد من الأهالي والأعيان والمسؤولين توافدوا إلى منزل الشمراني الكائن في حي وادي جليل في العاصمة المقدسة لتقديم العزاء أو على جوال (0502812021). بينما، لا يزال تأثير رحيل المعلمة سمية باديا على أسرة الشمراني، إذ لا يزال ابن الفقيدة ثامر يتذكر حين اصطحبته والدته مع اشقائه إلى السوق لشراء مستلزمات اليوم الوطني والأعلام السعودية وبعض الصور لخادم الحرمين الشريفين. بينما روى زوجها صالح الشمراني جزءا من تفاصيل حياة الفقيدة بنبرة من الحزن على رحيلها، مشيرا إلى أنها كانت تنتظر التعيين منذ ثمانية أعوام، بعد أن تخرجت من كليات المعلمات في مكة المكرمة (تخصص لغة عربية). وأشار إلى أن اسمها أدرج من المترشحات وعاشت فرحة غامرة، بعد أن تعينت في مدرسة الحفنة الابتدائية بعسفان العام الماضي، موضحا أنها كانت أما مثالية لثلاثة أبناء وبنت؛ أكبرهم ثامر البالغ من العمر ثمانية أعوام، يدرس في المرحلة الابتدائية. وبين أن سمية قضت آخر ليلة في التحضير للاحتفال باليوم الوطني، لافتا إلى أنها اصطحبت أبناءها للسوق واشترت الأعلام السعودية وبعض الصور لخادم الحرمين الشريفين لأبنائها وكذلك لطالباتها، مبينا أن وداعها له فجر الخميس، كان آخر لقاء له بها، داعيا الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. وألقى حادث السير الذي تعرضت له سبع معلمات أول من أمس، وراح ضحيته التربوية سمية أحمد المرضاحي، فيما أصيبت ست معلمات بجروح متفاوتة، بظلاله على أهالي مركز حرة الشرع (شمال مكة المكرمة 250 كلم) المنطقة التي شهدت الحادث، إذ خيم الحزن على سكان المركز الواقع على طريق مكة المكرمة المدينة المنورة. وعبر سكان المركز عن حزنهم العميق ومشاطرتهم أسر المعلمات هذا المصاب الجلل، داعين الله أن يرحم المعلمة المرضاحي، وأن يعجل بشفاء المصابات، مشيرين الى ان هؤلاء المعلمات من خيرة التربويات اللائي مررن على المنطقة لما يتمتعن به من خلق جم، مؤكدين أن بناتهن الطالبات عشن حالة من الخوف والحزن على المعلمات اللاتي تغيبن عن مدرستي الشرع والحفنة. وأبدى الشيخ دخيل المحمادي أحد عيان المنطقة حزنه العميق للحادث الأليم الذي تعرضت له المعلمات، مشيرا إلى أنه يشاطر أسرهم مشاعر الحزن في هذا المصاب، مشيرا إلى أن المركز في حاجة الى عدد كبير من الخدمات التي لو توفرت لما اضطرت المعلمات لقطع 500 كلم يوميا ذهابا وإيابا إلى المركز، وخاطرن بأرواحهن في الطرق، مبينا أن المنطقة في حاجة ماسة للبنية التحتية مثل السفلتة والماء وبناء مساكن حديثة وفتحها للمستثمرين التي تساعد على السكنى والاستقرار. وقال: «هناك معلمات يأتين من مكة المكرمة وجدة وكذلك معلمون وموظفون في جهات حكومية أخرى يحتاجون للاستقرار في المنطقة ولا بد من توفير بنية تحتية تساعد على ذلك فلو توفرت لارتاح أولئك الموظفون من رحلات السفر اليومي». وطالب الشيخ بريك العلياني الجهات المختصة باستكمال الخدمات التنموية في المنطقة، خصوصا السفلتة والإنارة وفتح الاستثمار فيها لرجال الأعمال، لإنشاء منتزهات ومساكن وفنادق وحدائق لتكون مجهزة للسكن المناسب حتى يجد فيها من يرغب السكنى راحتهم، كما تحتاج الى ازدواجية الطريق الرابط بينها وبين الخط السريع وإنشاء كوبري على وادي شيعات والتعجيل باستكمال المخطط السكني حتى يتم بناؤه. بدوره، ذكر فهد السلمي أن المنطقة تعاني من غياب أبرز الخدمات مثل الصرافات ومخفر شرطة ودفاع مدني وتغطية الطريق الذي يربط المنطقة بالخط السريع وبالرياض ومكة والطائف بدوريات لأمن الطرق وإسعافات للهلال الأحمر. بينما شكا علي غوينم البناتي أن الخريجات في المنطقة لم يحصلن على التعيين، مطالبا بتعيينهن فيها بدلا من الاستعانة بمعلمات من مناطق بعيدة يتعرضن لمخاطر الطرق، متمنيا أن تشيد الجهات المختصة مساكن مجاورة للمدارس ولو كانت بشكل بسيط بحيث تكون ملحقة بالمدارس.