قصر هشام أو قصر مسلمة موقع تاريخي أُهدي ثم تبخر كثر الحديث عن قصر هشام بن عبدالملك المخزومي أو قصر مسلمة بن عبدالله بن عروة بن الزبير بن العوام الذي يقع على مرتفع جبلي على يسار المتجه إلى آبار علي, ويقابله وادي العقيق من الجهة الشمالية منه , ويصف الخياري القصر أنه يحتوي على غرف كثيرة ومنافع كثيرة مثل دورات المياه ومطبخ وفرن ومسجد وبئر عظيم وساحة عظمية داخل القصر تحت السماء لتهوية القصر ومحتويات , وفي الجانب الشمالي للقصر يوجد صخرة مكتوب عليها بالخط الكوفي ما نصه (أنا مسلمة بن عبدالله بن عروة بن الزبير أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله على ذلك أحيا وأموت وأبعث إن شاء الله ). ويذكر أ.د. سعد عبدالعزيز الراشد, قد لا يكون هذا النقش هو النص التأسيسي للقصر, لأنه لم يكن النقش الوحيد في الموقع إذ لاحظنا وجود نقوش صخرية أخرى في الموقع بأسماء شخصيات متعددة, وقد اختفت كثير من النقوش الصخرية التي كانت مكتوبة في تلك المنطقة بسبب التشذيب للكتل الصخرية , وينقل عن الخياري اعتقاده أن هذا القصر يعود لهشام بن عبد الملك , ولا نستطيع أن نجزم بذلك, فالراشد يضع احتمال أن يكون القصر بناه هشام بن اسماعيل المخزومي وهو جد هشام بن عبدالملك لأمه و- كان مصدره جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار- لذلك اشتهر باسم هشام بن عبدالملك خاصة بأنه عندما قدم إلى المدينة أي هشام بن عبدالملك سنة 106 أصلح جرار كان جده يضعها على حافة وادي العقيق ليستقي منها المارة . وننقل عن المؤرخ إبراهيم العياشي المتوفي عام 1400هـ في كتابه المدينة المنورة بين الماضي والحاضر : لقد جئت مكان قصر هشان قبل ثلاثين عاماً فوجدته من قسمين كل قسم على حده وجدرانه من اللبن وأساساته من الحجر ويظهر أنه كان يعلو الحجارة بناء اللبن, وفي القسمين رأيت ما أدهشني رأيت كأنها مزروعة بالحيايا, الشيء الذي جعلني أولى أدباري بسرعة بعد أن قست القسمين فكان كل قسم ثمانين قدماً في مثلها , وسبحان من يغير ولا يتغير فقد أصبحت آنسة بأسرة الشيخ محمد الحافظ أزدُرع وأُشجر وأُثمر ومكان الأثر قام قصر عامر جزى الله الشيخ خيرا لجزاء . ويتضح من كلام العياشي حسبت استنتاج الراشد أنه لم يتغير ملامح القصر حتى آلت ملكيته للشيخ الحافظ ويذكر الراشد أيضاً أنه زار موقع القصر ووجد أن أطلاله أعيد استخدامها في بناء بيت الشيخ الحافظ الذي أقامه وسط قصره القديم . ويصف القصر عندما زاره قبل سنوات والذي وقفنا نحن مجموعة إنها طيبة في عام بداية عام 1435هـ بأنه مستطيل الشكل له ثلاثة أرباع الدائرة في كل زاوية من زواياه الأربعة ويتوسط كل ضلع من أضلاعه برج نصف دائري. ويذكر الخياري أن القصر تم إهدائه من قبل الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله إلى فضيلة الشيخ القاضي محمد الحافظ الذي ذكر العياشي أنه أحيا البئر وقام بزراعة جميع المناطق المحيطة بالقصر. وأما الآن القصر والمزرعة والبئر اصبحت أثر بعد عين رغم أن المنطقة التي يقع بها ذلك الموقع التاريخي بعيد عن أي مصلحة فكان يقابله من جهة الغرب قصر عاصم بن عمرو بن عمر بن عثمان بن عفان الذي لا يوجد له أي اثر إلا في الاخبار وأما الآن فقد تبخر . الباحث التاريخي فؤاد المغامسي 1436/2/5هـ