منذ أسابيع قليلة مضت دخلنا في عام هجري جديد، وبعد أسابيع قليلة سوف يدخل غيرنا في عام ميلادي جديد. ولكل منا فتحت أو سوف تفتح صفحة جديدة، صحيح أنها خفيت عن ناظرنا، ولكنها أوكلت إلى ملكين لكي يسجلا فيها كل أعمالنا. وصفحة الآن بيضاء ولا بد أن تملأ، فما من قول أو عمل أو حركة نقوم بها إلا ولها في تلك الصفحة مكان. بعضنا سوف يمن الله عليه بالاستمرار في الحياة والبقاء على ظهر هذه الأرض، وسوف يملأ الصفحة إلى آخرها، والبعض الآخر سوف يدركه الأجل غدا أو بعد غد، وسوف يترك جزءا من الصفحة البيضاء، فمن يعمل مثقال ذرة من خير تسجل، ومن يعمل مثقال ذرة من شر أيضا تسجل، وهذا التسجيل سوف نقرؤه ونسمعه ونراه لا محالة، متى؟ قريب! أقرب مما نتصور. هذه حقيقة لا يعيها إلا بضعة ملايين من البشر من البلايين السبعة التي تعيش على الأرض الآن. الأكثرية من الناس يحسبون أنهم يتركون سدى. وأن لا رقيب ولا مسجل ولا حساب على ظلمهم وجورهم وأكلهم أموال الناس بالباطل وقتلهم الأبرياء بغير حق وارتكابهم للفواحش و و. ليت باستطاعتنا سؤال من سبقنا إلى الدار الآخرة. والإنسان في غفلة إلا من رحم ربك. فإذا كنا لا نعلم لون صحفنا الماضية. أو كنا في غفلة عن وجودها في أعناقنا. فلنعها الآن ولنضعها نصب أعيننا. وأهم من ذلك ندرك أن سعينا سوف يرى. والذي يمكن أن نضيء به صحفنا البيضاء التي أعطيت لنا هذا العام هو الذكر والاستقامة والعمل الصالح، وهنيئا لمن جعل التسجيل في هذه الصفحات في باله طوال الوقت. وكل عام وأنتم بخير. آمين.