شيعت مكة المكرمة بعد صلاة عشاء أمس المعلمة سمية أحمد المرضاحي، والتي وافتها المنية فجر أمس في حادث سير أثناء توجهها لمقر عملها في مدرسة الحفني بعسفان، حيث واراها جموع من المصلين ثرى مقبرة المعلاة أمس بعد الصلاة عليها في المسجد الحرام، بحضور أقاربها وجمع غفير من أهالي مكة المكرمة، إلى جانب عدد من التربويين بمختلف مكاتب التعليم. ونقل مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الدكتور طلال الحربي لذوي المتوفاة، تعازي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، بحضور مدير مكتب التربية والتعليم بشمال مكة عبدالله ردة الحارثي وعدد من القيادات التربوية الذين أدوا واجب العزاء لزوجها صالح الشمراني معلم الرياضيات في ثانوية المداين. وقال الدكتور طلال الحربي لـعكاظ: نقلنا لذوي الفقيدة تعازي وزير التربية والتعليم، داعين الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويلهم آلها وذويها الصبر السلوان، فهي فاجعة لنا لأنها كانت تؤدي مهمة سامية في التعليم خارج مكة ونسأل الله أن يتقبلها قبولا حسنا، وأن يصبر ذويها وأطفالها على فراقها. وأوضح الدكتور الحربي، أن اثنتين من المعلمات المصابات في الحادث خرجن من المستشفى وهن بخير، أما البقية فأكثرهن مصابات بكسور. يذكر أن المعلمة المتوفاة قضت في حادث تصادم مع شاحنة وذلك برفقة زميلاتها المعلمات اللاتي أصبن مع سائق السيارة التي كانت تقلهم. كانت المعلمة الفقيدة سمية المرضاحي قد لفظت أنفاسها الأخيرة صباح أمس، فيما أصيبت ست أخريات في حادث سير مروع وقع في منطقة عسفان على طريق مكة - المدينة بعد أن اعترضت شاحنة تريلا حافلة من نوع فان تقل المعلمات صوب مدرسة الحفنة الابتدائية والمتوسطة ومدرسة الشرع اللتين تبعدان عن مكة المكرمة نحو 280 كيلو متر. وأكد لـعكاظ الناطق الإعلامي في مرور العاصمة المقدسة النقيب الدكتور علي الزهراني أن عدد المصابات في الحادث ست معلمات، بالإضافة إلى المعلمة التي تم نقلها عن طريق الإسعاف الطائر، حيث توفيت فور وصولها لمستشفى حراء العام، موضحا أن التحقيق جار لمعرفة ملابسات الحادث مع كافة الأطراف. فيما باشرت سبع فرق إسعاف وفرقتا تدخل سريع وفرقة إسعاف جوي الحادث، لنقل حالتين لجدة وبقية الحالات لمستشفيات مكة المكرمة. من جانبه تواجد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة حامد بن جابر السلمي في مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر للاطمئنان على صحة المصابات، ووجه بتشكيل فريق طبي من قبل الصحة المدرسية في إدارة التعليم للوقوف على حالة المصابات ورفع التقارير اللازمة برئاسة مساعدة مدير الوحدة الصحية الدكتورة ابتسام المنيعي ورفقة عدد من المختصات، وجار متابعة وضع المعلمات الصحي وتقديم الخدمات لهن. من جهته أكد مدير الإعلام والتوعية والمتحدث باسم صحة جدة عبدالرحمن الصحفي، أن مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة استقبل حالتين من حادث تصادم بين سيارة فان تنقل معلمات مع شاحنة تريلا في منطقة عسفان بين طريق مكة - المدينة صباح أمس. وأوضح الصحفي أن قسم الطوارئ استقبل الحالة الأولى للسائق الخاص بالمعلمات ويحمل الجنسية البرماوية، لعمل الكشوفات والأشعة اللازمة لعلاجه، مشيرا إلى أنه غادر المستشفى وهو بصحة جيدة، أما الحالة الثانية لمعلمة أصيبت بكسر في الحوض والعضد، وتم تنويمها وهي تحت الإجراء الطبي الآن وحالتها مستقرة. عكاظ التقت عددا من أولياء أمور المعلمات في مقر مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر، حيث أبدوا انزعاجهم من أوضاع نقل المعلمات خارج المدن خصوصا أن الطرق تتلطخ بدماء المعلمات على مدار السنة وهذه الحادثة راح ضحيتها المعلمة سمية أحمد المرضاحي وأصيبت كل من نادية قاسم الحربي، ومحاسن صالح المسعودي، وعزمي عبدالله اللحياني، وزهرة ابراهيم محمد، وإيمان مسفر القثامي. وأوضح حمدان الكبكبي زوج المصابة محاسن أن زوجته تعرضت لإصابة بالكبد وكسور في منطقة الحوض ألزمتها المكوث في السرير الأبيض بقسم العناية المركزة ودخلت في غيبوبة، مشيرا إلى أنها تم تعيينها في قرية الحفنة منذ سنتين في مدرسة ابتدائية ومتوسطة تبعد أكثر من 280 كيلو عن المنزل. ووصف السنكي مشاهد الحادث نقلا عن زوجته المصابة أن شاحنة ارتطمت بحافلتهن، ما أدى إلى وفاة زميلتهن سمية على الفور، في حين احتجزن داخل الباص لنصف ساعة دون أن ينقذهن أحد، وقمن بمحاولة لإنقاذ زميلتهن إلا أنها توفيت في الحال. المعلمة الناجية: العناية الإلهية أنقذتني من الموت أمنية خضري جدة نجت معلمة الاقتصاد المنزلي أمل محمد من الحادث المروري الذي تعرضت له زميلاتها على طريق مكة ــ المدينة؛ وذلك بسبب ظروف صحية جعلتها تعتذر عن الذهاب معهن إلى المدرسة. وقالت إنها تفاجأت عند دخولها على (الواتس اب) بحادث مروري تعرضت له زميلاتها في العمل ولم يخبرها أحد، مشيرة إلى أن الطريق مهجور وغير آمن، مطالبة الجهات المختصة بأهمية توفير سكن للمعلمات في مثل هذه المناطق لحمايتهن من خطر السفر يوميا. المشكلة التي تعانيها أمل أن أطفالها يمنعنها عن الذهاب للمدرسة؛ وذلك خوفا عليها من الطريق المخيف. تركي عقيلي زوج المعلمة أمل أكد أن مشاهد الحوادث تتكرر في الطريق المؤدي إلى مدرسة زوجته، وأنه يخشى عليها من الحوادث، مطالبا وزارة التربية والتعليم بضرورة النظر في معاناتها وزميلاتها ونقلهن إلى جدة.