* قبل الحديث عن إيجابيات دورة الخليج الحالية وهي امتداد للدورات التي سبقتها من خلال اجتماع الأسرة الخليجية وزيادة تعارف أبناء المنطقة وأواصر القربى والمحبة بين الأشقاء أصحاب الوطن والمصير الواحد لابد من الإشارة للجانب الفني في البطوله والبطل المتوج العنابي القطري الذي أجمع النقاد والمتابعون لمباريات البطولة على استحقاقه للكأس باداء ثابت ابرز سماته الجماعية والروح العالية والإصرار على الفوز وسط تكتيك متميز لمديره الفني بلماضي وتنفيذ من نجومه لخطة الانتصار والعودة للدوحة بالذهب. * في النهائي تغلب الفكر والتنظيم والهدوء على المهارة في صورة بكل أسف تكررت مع المنتخب والأندية السعودية إذ ليس للمهارة اوالموهبة أي قيمة في حضور الأداء الفردي وضعف التركيز واللعب بعشوائية وكأن الأمر لا يتطلب القتال الكروي لتحقيق لقب وانجاز للوطن وإنما مجرد تأدية واجب حتى يعلن الحكم صافرته وينتهي كل شيء. * لايمكن تبرئة المدرب لوبيز من أخطائة وأنه يتحمل جزءاً مما آلت إلية نتيجة اللقاء لكن في اعتقادي كان بإمكان اللاعبين التغلب على كل أخطاء المدرب لو كانوا حاضرين بالصورة المطلوبة ومدركين لأهمية المباراة بدءًا من وليد عبدالله ونهاية برأس الحربة الشمراني كان هناك ضياع ملحوظ فالأجسام داخل الملعب والعقول خارج الخدمة في المباراة وكان بالامكان أكثر مما كان حتى وسط الظروف التي واجهوها إعلاميا وجماهيرا جراء حملات التعصب التي مورست عليهم مع الإيمان بأنهم بشر وأن ماحدث من ذوي القربى من ظلم يفوق الوصف. * انتهى كل شيء وأصبح من الماضي لكن ماحدث يحتاج لوقفة ودراسة عاجلتين تعيدان الأمور الى نصابها قبل المشاركة الآسيوية فهناك خلل وداء يحتاج لعلاج ودواء سواء من قبل اتحاد الكرة او من المسؤول الاول عن الرياضة السعودية الامير عبدالله بن مساعد لا يمكن أن يصل بنا الحال أن نرى بعض اللاعبين الذين اختفوا في المنتخب ولم يقدروا شعار وطنهم يؤدون ويركضون بشكل مختلف مع فرقهم وكيف ظهر هذا الجانب السلبي وأسبابه وأسباب تباين العطاء والروح مابين المنتخب والنادي. * هناك قصور ايضاً في فهم كيف تؤدي لتنتصر؟ وأن كرة القدم هي لعبة جماعية وليست لاستعراض المهارات التي بدون هز الشباك والانتصار لافائدة مرجوة منها سواء صفق الجمهور لمهارة او أشاد الإعلام وخاصة البرامج الرياضية بموهبة هذا اللاعب او ذاك فهو لن يستفيد من هذه المهارة ان لم تخدم المجموعة وتصب في مصلحة المنتخب والمتابع لمواجهة البارحة يلحظ أن المهارة للعنابي جماعية ويستحيل أن يجري لاعب قطري بالكرة ويحاول الاستعراض والمرور من أكثر من لاعب كما يفعل اللاعب السعودي هناك مهام وواجبات مدروسة تم التدريب عليها من قبل القطريين إغلاق منطقة ودفاع مستميت واستلام وتسليم بلمسة واحدة واللعب على أخطاء لاعبي منتخبنا والاكتفاء بنتيجة تؤهل للفوز بالكأس. * مجددا ألف مبروك للأشقاء القطريين الفوز بذهب خليجي 22 نالوا نتاج جهدهم وتخطيطهم وطموحهم وكان مستواهم ثابتاً طوال الدورة هدوء وتركيز وعدم اندفاع وتسرع وهذه متطلبات الفوز في كرة القدم وعلى قدر أهل العزم أتت العزائم للعنابي البطل الذي قدم نجومه ومدربه وإدارته وايضا إعلامه الذكي دروساً في كيفية الالتفاف واستثماره لمصلحة منتخب وطنهم.