لاحظت أن حضور الجماهير في بعض مباريات بطولة كأس الخليج أو في دوري زين أو في بعض المباريات التي تلعب فيها فرقنا المحلية مع بعض الفرق الخليجية أو العربية أو الآسيوية قليل، ويبدو أن هناك خللا واضحا في تنظيم الحضور الجماهيري وضعفاً إدارياً في كيفية تحفيز الجماهير على الحضور وتشويقهم، بحيث تكون مشاهدة المباراة متعة متكاملة ولها برامج متعددة ليس فقط المباراة نفسها. وتشرفت بحضور كأس العالم في ألمانيا ولاحظت فن تنظيم الحشود وترتيب الجماهير رغم كثرتهم وجمال المباني ونظافتها وصيانتها وترتيبها، وتهذيب بائعي التذاكر، ووجود كل مشجع في مقعد مستقل برقمه دون فوضى أو مجاملة، إضافة إلى طغيان روح المهرجان بجمال اللوحات الدعائية، ووجود بعض الفقرات الترفيهية التي تسبق البرنامج، أما أماكن تقديم الوجبات فهي في قمة النظافة والنوعية والشمولية والأسعار المعقولة، فما الذي يميزنا عنهم؟ وما الذي ينقصنا ألا يكون لنا نفس التنظيم والترتيب والجهوزية؟ فالمواطن السعودي بلغ شأناً متقدماً في الفكر الإداري والتعليم الأكاديمي، فقط إعطاء القوس لبارئها من الكفاءات الإدارية التي لديها التميز والفكر المتطور والنظرة الشمولية الواسعة في تحديث الخدمات والتطوير... وهذا يكون في استقطاب الكفاءات المتميزة وإعطائهم الدورات المتتابعة في الاتحادات الأوروبية والملاعب المشهود لها بالتنظيم والدقة، ثم نقل التجربة وتطويرها لأن الحضور الجماهيري قليل قياساً بالزخم الإعلامي الذي تشهده المباريات لدينا، ومن يحضر المباريات ربما لايريد تكرار التجربة، فالزحام يتم بطرق فوضوية عند بيع التذاكر، والدخول للملعب قصة أخرى كذلك، أما داخل الملعب فهناك الحاجة ماسة لمزيدٍ من النظافة والصيانة والترتيب المتقن، وإذا كان هناك من لديه احتكار التذاكر فينبغي ألا يترك له الحبل على الغارب، ولابد أن تقدم محفزات للجماهير مثل جوائز للحضور وجائزة لنجم المباراة وهي تتم بشكل متفاوت وعشوائي ودون تنظيم، وأعتقد أن إدارات الملاعب والقائمين على التذاكر بوجود كفاءات متميزة سيحول المباريات إلى حضور جماهيري كثيف، أما الحضور الحالي فهو نقطة ضعف في بطولة كأس الخليج ودوري زين والمباريات التي تقام على ملاعبنا المحلية.ومن تابع الحضور الكبير لمباراة الهلال مع سيدني، ثم ضعف حضور الجماهير في بطولة الخليج، يشعر أن هناك أمراً خطيراً يجب أن يدرس بعناية، فهذا منتخب الوطن ولامبرر للحضور القليل، وبغض النظر عن مباراة البارحة وحضورها الجماهيري إلا أن الأمر ينذر بأمر جلل ينبغي دراسته على أعلى المستويات.