أمضت ضاحية فيرغسون في ولاية ميسوري الأميركية، ليلاً مضنياً حتى فجر أمس، تم خلاله حرق 12 مبنى على الأقل، ووقعت المواجهات بين الشرطة وابناء المنطقة الذين اتهموا الشرطة بـ «العنصرية» بعد تبرئة هيئة محلفين الشرطي الأبيض داريل ويلسون الذي قتل بالرصاص الفتى الأسود الأعزل مايكل براون بعدما اشتبه في سرقته علبة سيجار في 9 آب (أغسطس) الماضي. ولم تنفع دعوات الرئيس باراك أوباما للتهدئة واحترام القانون، بل امتدت التظاهرات الى العاصمة واشنطن وولايات أخرى من نيويورك إلى لوس أنجليس وشيكاغو وسياتل، للتنديد بما يراه المحتجون تمييزاً عنصرياً. (للمزيد) وكانت حادثة قتل الشرطي ويلسون الشاب براون بست رصاصات، وتبريره ذلك بأنه «دفاع عن النفس»، أشعلت الشارع الأفريقي– الأميركي، وأدت الى خروج تظاهرات عدة في الأشهر الماضية، ودفعت وزارة العدل الى فتح تحقيق في الأمر. واستدعت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة وعمليات السلب والنهب وحرق السيارت والمباني، إغلاق المدارس في فيرغسون، وإعلان عدم إعادة فتحها الى ما بعد عطلة عيد الشكر التي تمتد حتى الأسبوع المقبل. وتحدث قائد شرطة مقاطعة سانت لويس، جون بيلمار، عن إطلاق 150 عياراً نارياً ليل الإثنين، وتوقيف 61 مشبوهاً بارتكاب أعمال شغب. وكشف محتجون عزمهم على التظاهر أمام محكمة ضاحية كلاينتون التي درست فيها هيئة المحلفين القضية طيلة 3 أشهر، فيما أكد أوباما ضرورة احترام سكان فيرغسون سلطة القانون، والتعبير عن رفضهم قرار الهيئة، بطريقة سلمية وإيجابية. ولم يساهم ضم هيئة المحلفين 3 أعضاء سود الى جانب 9 أعضاء بيض، في تهدئة الأصوات المنددة بقرارها. وهي استمعت إلى إفادات 60 شخصاً استدعاهم الادعاء، بينهم خبراء في الطب الشرعي أجروا ثلاث عمليات تشريح، أحدهم طبيب شرعي خاص استأجرته عائلة الفتى القتيل التي أبدت خيبتها العميقة من أن «قاتل ولدنا لن يتحمل نتائج أفعاله»، ولكنها دعت إلى الهدوء. وتجري السلطات الفيديرالية تحقيقاً منفصلاً في واقعة إطلاق النار. وأكد وزير العدل إريك هولدر أن محققي وزارته لم يخلصوا إلى نتائج. وقال رجل في أحد شوارع فيرغسون: «أنا في الثالثة والستين من العمر. لقد شهدت هذه الأمور في فترة مارتن لوثر كينغ. لم يتغيروا ولن يتغيروا أبداً».